محمد الدسوقى رشدى

الدم العربى فى رقبة ميليشيات الدوحة

الأربعاء، 04 سبتمبر 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعن الله أرواح القائمين على شؤون فضائية الجزيرة، وكل من تعبث أيديهم فى المنطقة العربية من داخل قطر، هؤلاء الذين أرادوا لأنفسهم مكانة لا يستحقوها فخدعوا شعوب المنطقة باسم الحريات والرأى والرأى الآخر، وجعلوا من أنفسهم أدوات لمؤامرات الدول الكبرى من أجل إفساد تلك المنطقة، وأصبحوا سكينا فى يد من يريد أن يمزق المنطقة العربية للأبد.
 
لا أحدثك عن التلاعب بالصورة الخاصة بالأوضاع فى المناطق الملتهبة، مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق منذ بداية ماعرف إعلاميا بالربيع العربى، ولا أحدثك عن فيض الشائعات والأخبار الملونة التى تبثها هذه الشبكة القطرية عن سوريا وليبيا والعراق واليمن دون أن تقدم قطر دعماً واضحاً لأهلها من المشردين واللاجئين فى بلدان العالم المختلفة.
 
أنا أتوقف معك أمام ما هو أحقر بكثير تلك اللحظة التى سخرت الجزيرة نفسها وجهودها وأكاذيبها لإعادة تقديم صورة مغايرة للإرهابيين فى سوريا واليمن وليبيا على وجه الخصوص، وكأنهم جماعة سياسية معتدلة، «الجزيرة» سخرت نفسها ومذيعيها وأموالها لكى تقول للعالم إن داعش وجبهة النصرة والميليشيات المسلحة فى تلك الدول معارضة معتدلة لا متطرفين ولا مجرمين ولا قتلة.
 
لعب المذيع الإخوانى أحمد منصور هذا الدور ببراعة شديدة حينما استضاف فى برامجه، وعلى شاشة الجزيرة «محمد الجولانى»، زعيم تنظيم جبهة النصرة المتطرف الذى يقطع رؤوس أهالى سوريا، ويحول أجساد أطفالهم إلى أشلاء وقدمه فى حوار مطول كزعيم لجبهة معارضة معتدلة، وليس قاتلاً ومجرماً.
 
الأرشيف موجود، والحوار موجود على موقع يوتيوب يظهر فيه أحمد منصور، وكأنه مندوب علاقات عامة مهمته تجميل صورة الإرهابيين فى المنطقة العربية، فتح الباب أمام الجولانى ليكذب دون أن يرده بسؤال، وترك له المجال مفتوحاً ليقدم نفسه، وكأنه المبشر بالعدل رغم يده الملوثة بالدم.
 
لعن الله كل من دعم مجرمى داعش والقاعدة والمتطرفين بالمال والسلاح وتحسين الصورة، كل من أراد أن يشيطن طرفاً فى الأزمة وترك الطرف الآخر، لأنه يخدم مصالحه، بينما أهلنا فى مناطق الصراع يدفعون الثمن من دمهم.
 
الدم يسير فى شوارع سوريا ولبيبا واليمن منذ سنوات، والجزيرة ومن خلفها النظام القطرى لا يهتم إلا باستغلال كل نقطة منه من أجل تحقيق مكاسبه على حساب أرواح الأطفال والمدنيين الذين يستغلها نظام الدوحة لإرضاء من وكله لإفساد الأمر فى المنطقة العربية، يقف تميم بن حمد وأعوانه على جثث أهلنا فى سوريا وليبيا ليحدثنا عن الديمقراطية والمساعدة والدعم دون أن إدانة واضحة لجرائم تركيا فى سوريا، وبجواره يخرج رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو على شاشة الجزيرة ليقول إن من حق أنقرة دخول سوريا لحماية نفسها، بينما لا يتكلم عن أى تدخل لحماية أطفال سوريا.
 
وبجوارهم يقف الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، رئيس الوزراء القطرى السابق، وهو يعترف لجريدة فاينانشيال تايمز قبل ثلاثة أعوام من الآن بأنهم يبيعون لحم أطفال سوريا لصالح الغرب حينما قال: عندما سمحت الولايات المتحدة لقطر وبعض الدول الأخرى بدعم المتمردين، تدفقت الأسلحة والأموال للمتمردين، ولكن مع عدم وجود استراتيجية واضحة أو اتجاه جامع، تم تقويض المشروع بأكمله نتيجة المشاحنات والمنافسات بين هذه الدول، ثم أجاب نصاً: سأقول لكم شيئاً واحداً، وربما أقوله لأول مرة: عندما بدأنا فى التورط بسوريا «بحلول 2012» كان لدينا الضوء الأخضر بأن بإمكان قطر قيادة الأمر هناك، وذلك لأن الدول الخليجية لم تكن تريد القيادة فى ذلك الوقت، بعد ذلك، حصل تغير فى سياسة هذه الدول لم يتم إعلامنا به، وهو أنهم أرادونا فى المقعد الخلفى من القيادة، وهذا ما لم نريده.
 








الموضوعات المتعلقة

شلة الاستقواء بالخارج

الأربعاء، 12 يونيو 2019 12:00 م

مصر التى تحارب بشرف

الجمعة، 07 يونيو 2019 08:00 ص

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة