محمد الدسوقى رشدى

مصر تهزم الجميع بالضربة القاضية فى استاد القاهرة

الأحد، 23 يونيو 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بعض الأحيان تصبح الفرحة فرض عين على الجميع، لا يستثنيك منها ظرف، ولا تبعدك عنها محاولة تعكير صفو، ولا يسرقها منك متربص أو متلكك أو صاحب قلب متضخم بالغل والرغبة فى الانتقام وتشويه كل جميل لديك.
 
لا تسمع لأحد مهما كانت أكاذيبه ومحاولاته لترويج الفاسد من معلومات وأخبار وشائعات أن يفسد عليك فرحتك كمواطن مصرى بليلة افتتاح كأس الأمم الأفريقية فى قلب استاد القاهرة، ولا تترك أحدهم مهما حاول أن يتلاعب بالمصطلحات، إن ما حدث فى استاد القاهرة لم يكن إنجازا حقيقيا يحسب لهذه الدولة، فهل يوجد شىء آخر أكثر من هذا الاستعداد والأداء المثالى لبطولة قارية كبرى يستحق لقب إنجاز، هل يمكن تسمية هذا التعاون والتنسيق الرائع بين المؤسسات المختلفة للدولة المصرية من أجل إخراج تلك الليلة المبهجة بشىء آخر سوى الإنجاز والانتصار؟ بالطبع لا، لذا كن على يقين كامل بما رصدته عيونك لأن ما حدث فى استاد القاهرة فى ليلة الافتتاح أكبر من كل شىء، أكبر من أكاذيب الإخوان ومن محاولات الخائبين للسخرية ومن أمنيات المتربصين الذين عاشوا ليلتهم على أمل اصطياد خطأ واحد يعكرون به صفو الليلة المصرية، ويشككون به فى قدرة الدولة المصرية على الإنجاز.
 
ما حدث فى ليلة افتتاح الأمم الأفريقية أكبر من هذا الاهتمام المصطنع بحدوتة الصوت، وأكبر من محاولات «الدعبسة» التى مارسها الإخوان والكارهون بدأب بحثا عن هفوة لم تحدث، وأكبر من البحث عن أى تلكيكة، ما حدث فى افتتاح كأس الأمم الأفريقية إنجاز حقيقى وفرحة كبيرة لدولة نجحت فى شهور قليلة أن تخبر العالم، رغم محاولات التشكيك، أنها جاهزة وحاضرة وتملك أدواتها، وقادرة على أن تدير تفاصيلها باحترافية، دولة نجحت فى ليلة واحدة أن تهزم كل من شكك فى قدراتها ويصفها بالارتباك بالضربة القاضية.
 
مصر نجحت فى إحراج كل من سعى لترويج خطورة وضعها السياسى والأمنى، وأجبرته أن يشاهد شوارعها وملعبها الرئيسى ومقاهى حواريها دلائل الاستقرار والفرحة التى يسعى منذ زمن فى تأكيد ما هو عكس ذلك، يكفى مؤسسات الدولة الحالية أنها نجحت بعد سنوات طويلة، كنا نعانى خلالها من افتقاد حالة إدارية محترمة تخص تنظيم دخول الجماهير إلى ملاعب الكرة، أن تخلق منظومة محترفة ومحترمة تحل مشكلة متجذرة خلال شهرين فقط، ويكفى مصر، التى يروج الإخوان ومن معهم أنها دولة تخشى التجمعات، أنها جعلت العالم يشاهد بعيونه أكبر تجمع أمنى، ومبتهج وسعيد فى مدرجات استاد القاهرة والشوارع المحيطة.
 
ليلة الافتتاح رسالة مصرية خالصة خرجت بالفم المليان تخبر العالم كله بأن شوارعها آمنة ومستقرة، ومؤسساتها تتعاون وتخطط وتنفذ وتنظم فى فترة زمنية وصمت لا يليق إلا بالأبطال بطولة كبيرة، وتقدم فى ليلة الافتتاح عرضا راقيا سلسلا ومبهجا خاليا من الأخطاء والارتباك، ومع الابتعاد عن مشهد ليلة الافتتاح يظل الإنجاز حاضرا فى مشروع «تذكرتى» الحلم المصرى المتأخر الذى تم تنفيذه رغم كل الصعوبات، ليصبح لدينا أخيرا منظومة واضحة تقضى على السوق السوداء فى التذاكر، وتنظم عملية تعامل الجماهير مع ملاعب كرة القدم بشكل يضمن حالة مستقرة ومنظمة تفتح المجال للأسر والعائلات للعودة مرة أخرى إلى مدرجات الملاعب، وهو أمر لم يختلف كثيرا عن التطور الواضح الذى حدث فى قناة «تايم سبورت» التى نجح أهلها والمسؤولون عنها خلال فترة وجيزة فى تقديم شكل مفرح يليق بالإعلام الرياضى المصرى، سواء على مستوى الصورة أو المضمون أو الضيوف الحاضرة فى الاستديوهات.
 
مختصر القول، مصر كبيرة وعظيمة، وكل صاحب بصمة فى تنظيم البطولة الأفريقية يستحق الشكر على ما أنجزه فى فترة زمنية قصيرة دون ضجيج أو ارتباك، افرحوا بمصر ولا تجعلوا أهل المزايدة يسرقون فرحتكم، وبالمثل لا تمنحوا أهل «التلكيك» والتشكيك فرصة التشويش على إنجازكم المشرف. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة