سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 سبتمبر 1944.. الملك فاروق يفاجئ أم كلثوم بحضور حفلها فى النادى الأهلى لإغاظة النحاس باشا.. ويمنحها نيشان الكمال وغضب بين نساء العائلة الملكية

الجمعة، 17 سبتمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 سبتمبر 1944.. الملك فاروق يفاجئ أم كلثوم بحضور حفلها فى النادى الأهلى لإغاظة النحاس باشا.. ويمنحها نيشان الكمال وغضب بين نساء العائلة الملكية الملك فاروق
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دوت هتافات الحاضرين: «يحيا الملك، مصر للملك، شعب مصر للملك، عاش الملك، عاشت مصر، يعيش فاروق ملك مصر والسودان، يعيش جلالة الملك»، كانت الهتافات فى حفل سيدة الغناء العربى أم كلثوم، بالنادى الأهلى، ليلة عيد الفطر يوم الأحد 17 سبتمبر، مثل هذا اليوم، عام 1944، وهو الحفل الذى انتهى بمنح الملك لأم كلثوم نيشان الكمال.
 لم يكن ذهاب الملك للحفل للاستماع إلى أكبر مطربة عربية والاستمتاع بصوتها وهى تغنى، بل كان لأسباب سياسية يكشف عنها كريم ثابت، فى الجزء الثانى من مذكراته «ملك النهاية.. فاروق كما عرفته»، يقول: «ذهب مرة إلى النادى الأهلى ليسمع أم كلثوم فى حفلة من حفلاتها ذهب فى الحقيقة لمأرب سياسى، وليس لسماع كبيرة مطربات الشرق، فقد كانت وزارة الوفد، متربعة يومئذ على عرش الحكومة، وقد ذهبت فى مناوءتها لفاروق إلى منع إذاعة القرآن الكريم فى قصر عابدين أثناء شهر رمضان، ففكر أحمد حسنين باشا، وكان رئيس الديوان الملكى حين ذاك، مع بعض أصدقائه فى مناورة يغيظون بها الوزارة، وهى أن يذهب فاروق إلى النادى الأهلى، بينما أم كلثوم تغنى والإذاعة مفتوحة فيردد الراديو صدى أصوات التصفيق والهتافات التى سيقابل بها، فيسمعها الناس فى كل مكان، وحدث ذلك فعلا، وفى تلك الليلة أنعم فاروق على أم كلثوم بنيشان الكمال من الطبقة الثانية».
 
فى وقائع الحفل، وكما نسمعها فى التسجيلات، يعلن المذيع: «شرف حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق»، فتعلو الهتافات: «يحيا الملك، مصر للملك، عاش الملك، عاشت مصر، يعيش فاروق ملك مصر والسودان، يعيش جلالة الملك، عاش الملك، يحيا الملك».
 
واصلت «أم كلثوم» الغناء بعد الهتافات، فتصرفت فى أغنية «يا ليلة العيد» التى بدأت بها الحفل، قالت: «وقلنا السعد هيجينا على قدومك فى ليلة العيد تقصد الملك، يذكر الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «الغناء المصرى - أصوات وقضايا»: «تصرفت فى أغنية يا ليلة العيد، التى بدأت بها الحفلة، لتحول ضمير المخاطب من أنثى أى ليلة العيد، إلى مذكر وهو الملك، وكان تصرف أم كلثوم فى كلمات الأغنية أكثر من معجز، ما أبهر الجمهور الذى علا تصفيقه وهتافه عندما رددت المقطع الأخير الذى تقول فيه: «يا نيلنا ميتك سكر، وزرعك فى الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى، ونحيى له ليالى العيد».
 
بعد انتهائها من الغناء، استدعاها الملك ليصافحها، فقبلت يديه، وأبلغها أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان، بأن الملك أنعم عليها بالنيشان الملكى، وصعد مصطفى أمين إلى الميكروفون ليذيع نبأ منحها «النيشان» قائلا: «منح الملك المحبوب فاروق الديمقراطى حفظه الله نيشان الكمال إلى الآنسة أم كلثوم»، وبعده ألقت أم كلثوم كلمة شكرت فيها فاروق، وقالت: «لا أجد من الكلمات ما أعبر به عن شعورى»، ثم انصرف الملك على وقع تصفيق وهتافات أخرى من الجماهير.
 
ذهب فاروق إلى الحفل من أجل غرض سياسى يتعلق بشعبيته، ولم يذهب من أجل الاستمتاع بصوت أم كلثوم وفقا لما يذكره مستشاره كريم ثابت، ويذكر هذا الرأى فى مذكراته مزودا بمعلومات كثيرة حول الفن فى حياة فاروق، قائلا: «كانت الموسيقى الإفرنجية الخفيفة أو موسيقى الملاهى والمراقص هى وحدها التى تلذ له، سواء فى الراديو أو فى الأماكن العامة، أما الموسيقى العربية والغناء العربى فكان لا يميل إليهما ولا يعنى بسماعهما، ولم يكن يحب سوى بعض الطقاطيق العربية، إما على سبيل التسلية أو لأنها كانت تحتوى على تحية له فى الحفلات التى كان يشهدها».
 
كانت للحدث توابع كثيرة، منها مثلا أن نساء العائلة الملكية غضبن من منح آنسة من طبقات الشعب - حتى لو كانت أم كلثوم - نيشان الكمال، الذى حملته الملكة فريدة «زوجة فاروق» وأميرات الأسرة المالكة، غير أن هناك موقفا آخر يثير السخرية أكثر من الجدية ويرويه كريم ثابت، قائلا، إنه بعد أربع سنوات من الحفل، وقع نظر فاروق على صورة لأم كلثوم، جالسة فى فندق سان استيفانو، على مائدة واحدة مع حرم مصطفى النحاس باشا، السيدة زينب الوكيل، فغضب لمجالستها حرم عدوه السياسى فى ذلك الحين، يضيف «ثابت»: «جلب بواسطة بوليسه الخاص الصورة الأصلية للصورة المنشورة فى المجلة، وأرسلها إلى لأطلع عليها «أم كلثوم» وأعاتبها على ذلك، فلم أفعل، وحاولت أن أقنعه بأن أم كلثوم ليست موظفة فى القصر، فتقاطع من يقاطعه القصر، فأبى أن يقتنع بهذا الرأى ولم يرض عنه بعد ذلك».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة