ليلة حزينها ألقت بظلالها على أهالى قرية ريدة التابعة لمركز المنيا ،بعد نبأ وفاة نادية طه ماضى أو كما كانوا يطلقون عليها نعمة الله ، عقب زفافها بنصف ساعة فقط بعد انتهاء حفل الزفاف ولم تكن أجواء الفرح قد انتهت وجلس الجميع على مقاعدهم للاستمتاع بتلاوة القرآن التى أقامها الزوج لتبارك زفافها .
وبين لحظة وأخرى ، خرج صوت ينادى العروسه ذهبت للقاء ربها بعد أدائها ركعتين شكرا لله على إتمام زواجها تحولت الزغاريد فى لحظة من الزمن إلى صراخ وحزن شديد تبدلت الضحكات والتهانى الى كلمات العزاء والمؤازرة ، ذهبت عروسة الجنة إلى خالقها وتحمل فى صدرها كتاب الله عز وجل ، ذهبت بزينتها وكانها تزيت للقاء ربها.
اليوم السابع يرصد فى تلك السطور اللحظات الأخيرة لعروس الجنة وآخر مكالمة مع والدها تطمئنه فيها عليها وتؤكد له سعادتها بإتمام زفافها .
قال ناصر ماضى عم العروس ، أن ابنة اخى ظلت مخطوبه لما يقرب من3 سنوات ، وقد تأجل الزفاف أكثر من مرة بسبب حالات وفاة ، بالقرية ، ولم نكن نعلم الحكمة من ذلك ، إلى أن جاءت اللحظة التى انتظرناها جميعا ،وهى لحظة زفاف نادية أو كما يطلق عليها هنا نعمة الله ، وكأننا نزينها من اجل زفافها إلى ربها .
واضاف تحركنا بالعروسه ونحن فى طريقنا الى منزل عريسها كانت سعيده جدا ، وترقص وتغنى مع عريسها وامسكت بيدها وسلمتها لعريسها وهو أحد أقاربها أيضا ، وفوجئت أنها تطلبنى وتقول اريد التصوير معك وبالفعل التقطنا بعض الصور وبدأت أنصحها لكنها بادرت قائلة أنا اصبحت فى بيت زوجى ولن اغادره مطلقا فأنا سعيدة جدا وسوف افعل كل ما بوسعى لسعادة زوجى .
واستطرد قائلا ما علمناه بعد وفاتها أنها توضأت وصلت ركعتين لله وبعدها جلست على فراشها فى استقبال ربها ، وكأنها كانت تستعد للقاء ربها فأرادت أن تلتقى به طاهرة ، خاصة أن نادية كانت حافظة لكتاب الله وكانت تسعى للصلح بين اعمامها واشقائها وحظيت بمحبة الجميع من الاهل والجيران والأشقاء .
فيما قال طه ماضى والد نعمة الله ، أن ابنتى هى البنت الثالثه فى ترتيب أشقائها ، ولكن كانت لها من رجاحة العقل والحكمة ما يكفى لتكسب محبة الجميع ، وكانت تهتم كثيرا باشقائها والمنزل وتهتم بشؤن البيت كثيرا .
وأشار لحظة الوفاة كانت اصعب اللحظات على عندما استقبلت خبر وفاتها خاصة فقد كنت ومنذ لحظات قليلة استقبل منها اتصال هاتفي أكدت لى فيها فرحتها بإتمام زفافها وأنها سعيدة جدا وسوف نبذل كل جهدها من أجل تكوين أسرة محترمة تكون سند لزوجها .
واستطرد والد العروس قائلا ظلت طوال الليل فى الحنة ترقص وتلعب وتغنى وتستقبل ضيوفها وتسلم عليهم وكأنها عودهم ،فطلبت منى طعام وقالت انى جائعه فطلبت لها الطعام إلا أنها لم تأكل كثيرا وأخذت قطعة من اللحم ومدتها إلى فمى وقالت شكرا على تعبك معى يا أبى .
واضاف قضينا الليل فى سعادة وخرج نور اليوم التالى وجاءت التى تقوم بعمل الزينة وهنا لاحظنا استعجالها على الزفاف فقد كانت تطلب منها أن تستعجل قبل وصول عريسها ،لكن لم نكن نتخيل ابدا أنها تتزين للذهاب إلى ربها .
وأوضح بعد ذهبها لمنزل عريسها ونصف ساعة فقط وسمعنا خبر وفاتها فكانت الفاجعة اسرعنا نحاول إنقاذها لكن كان القدر وإرادة الله انها تذهب عنده فى هذه الساعة وقت قصير تبدد الفرح ولم يغادر المعازيم بل ظلوا لإلقاء نظرة الوداع الاخير عليها فقد كان زفافها شيئا مبهجا كما كان وداعها حزينا جدا لدرجة أن الجميع كان يبكى على فراق نعمة الله واوضح قائلا اللحظة التى سمعت فيها خبر وفاتها تذكرت اخر كلماتها قبل دقائق وهى تشكرنى على ما قدمته لها وعلى السعادة التى ستعيش فيها مع زوجها بعد طول انتظار ، حملتها على يدى وانا لا اصدق أننى لن اراها مجددا وأن تلك هى لحظة الوداع .
وأكد أن حالة والدها واشقائها صعبه جدا فقد اختارت والدتها كل قطعة من جهازها حتى تسعد نعمة ، لأنها كانت غالية جدا لكونها تحفظ القران الذى حفظته فى المعهد الدينى ،لكن حكمة الله فوق كل شىء .
فيما قال حسن عز الدين أحد الجيران أن نعمة الله مثال للفتاه المسلمة التى كانت تتمتع بالبشاشه والإبتسامة الدائمة كانت صادقة ومتزنه وصاحبة مواقف مع الجميع ،الكل من الجيران كانوا يحبونها لأنها كانت تسعى دائما فى الخير وتحث الجميع على فعل الخير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة