من المؤكد كما كتب كثيرون أن موقع "ويكيلكس" سيغير مستقبل عالمنا، فهو ينهى الأسطورة الكاذبة التى تبرر للسياسيين ممارسة الكذب على شعوبهم، وكأنهم يمارسون طقساً مقدساً، فهم يدافعون طوال الوقت عن ممارسة هذا الكذب الفاجر. وكأنهم كهنة فى معبد، ويطلبون منا نحن المواطنين فى كل مكان أن نسير وراءهم كالعميان، بل ونهتف مطالبين إياهم بالاستمرار فى ممارسة كل ما هو غير أحلافى، بحجج فارغة من نوع الأمن القومى والأسرار العليا للدولة.. إلخ.
ليس هذا فقط، ولكن ها هى أعتى أجهزة المخابرات التى تتحكم فى العالم على هواها ارتبكت وفشلت فى إغلاق هذا الموقع، وهذا هو الأهم. ففى تقديرى لقد انتهى الزمن الذى تستطيع فيه أى حكومات فى العالم السيطرة على ما يصل إلى الناس. وهذا بدون شك الامتداد الطبيعى لثورة التكنولوجيا والتى حولت المواطن من مسكين مفعول به، إلى شريك أساسى فى صناعة القرار. فقد ظلت مشاركة الناس تقتصر على تصويتهم فى الانتخابات، ثم يذهبون إلى حياتهم، حتى يتم استدعاؤهم من جديد وهكذا.
لكن الآن المواطن أصبح قادرا بوسائل تكنولوجية بسيطة ورخيصة الحصول مباشرة على المعلومات وبثها لملايين فى كافة أنحاء الأرض، وأصبح قادرا على مراقبة أداء المؤسسات طوال الوقت، وقادرا على تكوين لوبيهات ضغط من مواطنين مثله للتأثير فى أى قرار أخذه كهنة السياسة والاقتصاد ولا يعجبهم.
لقد تغير العالم، وأظن أنه سيظهر مئات وآلاف وملايين المواقع مثل "ويكيلكس" فى كل مكان فى العالم، بما فيها بلادنا، ليقضى على آخر حصون الاحتكار والفساد والكذب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة