نصر أكتوبر العظيم.. وأخطار اليوم

تأتى الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر المجيد لنحتفل ونستلهم روح النصر العظيم، والذى سُجل بحروف من نور في صفحات التاريخ، حيث الفداء والدماء والبطولة والكرامة، ونعتز بصمود واصطفاف وتوحد المصريين، ليتعلم العالم، كيف يكون الدفاع عن الأوطان..؟، وكيف يكون تلاحم الشعب خلاف قواته المسلحة؟.. لذا، ما يهمنا ونحن نعيش هذه الذكرى المجيدة، والمنطقة كلها في مهب الريح، جراء تعدد بؤر الصراع والنزاعات، أن نعلم - جميعا أن الرهان دائما يكون على وحدة الشعب والجيش، فقد علمتنا حرب أكتوبر المجيدة أن وحدة الصف المصري وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، هو الضامن في تحقيق الانتصار العظيم.

فلم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كانت انتصاراً لإرادة الشعب المصري والعربي في استعادة الكرامة الوطنية واستعادة الثقة بين الشعب وجيشه، وتحطيم أسطورة التفوق الإسرائيل، وذلك  من خلال تضحيات عظيمة سطرت ملحمة وطنية، أصبحت منارة للأجيال القادمة.

لذلك، ونحن نرى الأخطار التي تحاك ضد بلدنا الحبيبة من كل جانب، ونعرف من يسعى إلى تقليل ما حدث والتشكيك في قدراتنا والطعن في إرادتنا، علينا فقط أن نتذكر نصر أكتوبر وما حققه من بطولات، وأن نستلهم روح هذا النصر والاصطفاف الوطنى في ظل تحديات الحاضر وأخطار المستقبل، وأن نؤمن بأنه أنه لا مفر من الوحدة بين العرب والأمة، لنرفع معاً راية الكرامة الوطنية واستعادة الأرض.

والمقدر ونحن نحتفل بالذكرى الـ52، أن مصر بفضل الله وبفضل شعبها الواعى، وبفضل وجود قيادة سياسية حكيمة، نجحت في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع، ليكتب الله النصر لمصر فى حربها الرابعة لعودة سيناء إلينا كاملة -  أرضا وسيطرة وتنمية - ما يجعلنا نذكر الجميع، أن مصر العُظمى ستبقى دائماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأنها بلد الخير والبناء والإصلاح، بلد السلام والأمان، ودائما رايتها عاليةً خفاقة في عنان السماء والتاريخ خير شاهد منذ آلاف السنين..