فيسبوك
واتساب
آفاق من الأمل لاحت في الأفق حينما تضمن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية، لكن تحول هذا الأفق إلى تساؤلات كثيرة، عند النظر في التفاصيل، خاصة أنه دائما ما يسكن – الشيطان في التفاصيل – وأول هذه التساؤلات وعلامات الاستفهام، لماذا اتباع سياسة المناورة من جديد رغم أن الحديث عن سلام منطقى وواقعى لإنهاء معاناة ووقف إبادة فى حق أطفال ومدنيين..؟
هذا يعنى أن ما جرى وما يجرى قد يكون مناورة سياسية تخدم إسرائيل وأهدافها وتحقق شروط نتنياهو، وأول هذه المكاسب الإسرائيلية – في اعتقادى - تخفيف الضغط بعد الزخم الدولي المتصاعد في أروقة الأمم المتحدة والاعترافات بدولة فلسطين، خاصة أن الخطة لم تنص على فكرة حل الدولتين، وكل ما أتت به هو طرح فكرة لإدارة قطاع غزة بدون آليات واضحة تاركة الأمر لإسرائيل وصدق نواياها، وقرارها، فضلا عن فكرة طرح دور لتونى بلير، وما يعكسه من إشارات ودلالات استعمارية واحتلالية وتكشف عن نوايا مستقبلية لا أمل فيها ولا رجاء..
وما يجب الانتباه إليه ايضا، أن نتنياهو هدفه إطالة الصراع، لاعتبارات سياسية وشخصية، وبالتالي ليس لديه أي استعدادات لأي تنازلات جوهرية، وبالتالى رفض الأطراف العربية للمبادرة قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من فائض القوة العسكرية الإسرائيلية تبدأ من غزة، ويكون الغطاء السياسي لهذه الموجة -ببساطة - أن العرب هم من رفضوا وأن الفصائل الفلسطينية وبالتالي لا خيار إلا تنفيذا ما تريده إسرائيل بالقوة.. بعيدا عن السلام الواقعى العادل..
