تمر اليوم الذكرى الـ357 على وقوع حريق لندن الكبير، وهو حريق ضخم اجتاح المناطق الرئيسية فى العاصمة البريطانية لندن، واستمر من يوم الأحد الثانى من سبتمبر سنة 1666 حتى يوم الأربعاء الخامس من الشهر نفسه.
كانت البداية بعد منتصف الليل، حين اشتعل الحريق فى مخبز توماس فارينور أو فارينوى، فى شارع بادينج لين، وما لبث أن انتشر غربًا عبر مدينة لندن، ويرجع تعطل إجراءات مكافحة الحرائق، والتى تمثلت وقتها فى إقامة حواجز للنار عن طريق أعمال الهدم، إلى تردد السير توماس بلودورث، عمدة مدينة لندن حينها، فى اتخاذ قرارا مناسبا للموقف، وما إن صدرت أخيرًا أوامر بإجراء أعمال هدم واسعة النطاق مساء الأحد، حتى كانت الرياح قد عززت بالفعل النيران وتحويلها إلى عاصفة نارية كانت كفيلة بأن تقهر الحواجز، إذ اندفعت النيران يوم الاثنين إلى قلب المدينة.
ويقال إن الملك تشارلز الثاني وأخوه جيمس الثاني دوق يورك النار زارا لندن من بعيد وقرر تفجير المنازل لوقفها انتشار الحريق. استخدموا البارود لتفجير المنازل وسمي هذا ب كسر النار، هذا بسبب قيامهم بتفجير منزل بإحداث فجوة أو اقتحام البيوت التي لم تستطع النار الوصول اليها، وبعد أربعة أيام وأربع ليال توقفت النار.
وكان الجحيم الكبير التهم مدينة لندن بسرعة، وانتشر من منزل خشبي إلى آخر ودمر المستودعات التي تحتوي على سلع قابلة للاحتراق، مثل الزيت والشحم.
وبسبب حريق عام 1633 الذي دمر عجلة مائية عند جسر لندن، لم يكن من الممكن ضخ المياه عبر المدينة، لذلك تم استخدام الدلاء الأساسية لمحاولة إخماد النيران. ولوقف الحريق الكبير، تم إنشاء حاجز ناري باستخدام البارود لتفجير المنازل في طريق الحريق.
وكان من نتائج الكارثة، تدمير ما مجموعه 13200 منزل الجحيم، إلى جانب العديد من كنائس الأبرشيات، وتضررت مواقع أخرى في جميع أنحاء لندن مثل مقر المجلس البلدي ودار البورصة المالية.
وتم تسجيل وفاة ستة أشخاص فقط رسميًا، لكن الحريق الكبير أدى إلى أن تشريد ما يقرب من 85% من سكان لندن لأنهم أصبحوا بلا مأوى، كما يُعتقد أن عدد الوفيات أعلى من ذلك بكثير، وقد كلفت إعادة بناء العاصمة باستخدام الحجر والطوب 10 ملايين جنيه إسترليني، في حين كان دخل المدينة السنوي 12 ألف جنيه إسترليني فقط في السنة، واستغرق إكمال العمل 30 عامًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة