تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب إدوار الخراط، الذى رحل عن عالمنا فى الأول من ديسمبر من عام 2015 بعد مسيرة حافلة فى عالم سرد "الروايات والقصص والكتابات النقدية والمقالات وكتابة الشعر".
وقد تميز إدوار الخراط فى الشعر كما هو شأنه فى الرواية وكانت له وجهة نظر تدور حول أهمية دمج الفنون الكتابية والنون البصرية فيما أسماه التعبير عبر النوعية، وهو ما بدا واضحا فى ديوان "ضربتنى أجنحة طائرك" فالديوان معنون بقصائد إلى أحمد مرسى وهو الفنان التشكيلى الرائد وقد استعان فى هذا الديوان برسوم أحمد مرسي.
يقول فى قصيدة ضربتنى أجنحة طائرك:
ضربتنى أجنحة طائرك الضاري
شقت أمواج الليالي المضطربة بخضرة داكنة
أتشبث بالزبد
ما زال صوت البحر يأتينى من غور الزمن
رتيبا صاحيا لا يهن بلا خفوت
صوت الصخر
شواطيء اسكندريتنا تحاصرنا.
وهنا فى تلك القصيدة يتضح اهتمام الشاعر الراحل بإبراز اللون فى قصائده وليس فقط تزويدها بالرسوم الحية، بالإضافة إلى ذلك يتبدى بوضوح التأثير السكندرى المعروف فى كتاباته السردية فهو الذى كتب ثلاثية الإسكندرية وها هي الإسكندرية تظهر فى قصائده أيضا حين يقول" شواطيء إسكندريتنا تحاصرنا".
وفى استكمال لمشهد اللون والبحر والإسكندرية يكمل القصيدة بقوله:
زرقة هذا البحر زرقة هذا الروح
كثيفة وعجينتها حارة
على الكورنيش صدفة هائلة بيضاء ناصحة
يطسها رشاش المياه الرعناء
من وراء حجر السور الأبيض المتآكل
فى هذه الصدفة- الحصن المنيع
ترقد أيامنا الماضية حية ترتعش
مثل حيوانها العنيد فاتحا عينيه
فى هذا المقطع يطفو اللونان الأزرق والأبيض وهما مناسبان للوصف لكنهما يتيحا تصورا مختلفا للمشهد الشعري وفى المقطع الثالث يعود إلى اللون فيقول:
إين توارت الحمامة الحمراء بضة الصدر؟
فى حضنى إلى حين أم طارت بلا إياب
شباك الروح مازالت مفرودة وظامئة
هل هذا الظمأ خواء؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة