وجه الإعلامي جمال الشاعر في أحد اللقاءات الحوارية التليفزيونية مع الكاتب الراحل نجيب محفوظ للتليفزيون المصرى سؤالا قائلا: كتب بعض النقاد ومنهم الأستاذ إدوارد الخرَّاط أن أدب نجيب محفوظ يميل للتشاؤم، وهنا رد نجيب محفوظ: "التشاؤم في الواقع هو رفض الحياة" أبو العلاء المعرى لما قال اكتبوا علي قبري "هذا جناه عليِّ أبي و ما جنيت على أحد" رآها لا تستحق أن تعاش ... كذلك شوبنهاور".
وأضاف:"لكن أن يكون منشأ حزنك أنك غير قادر على الوصول إلى نصيبك من الحياة أو أنك تخطئ مرة وتصيب مرة كما جاء فى أعمالى الروائية فهذا معناه أنك رجل مؤمن بالحياة تحبها وتريد نصيبك منها لكن هناك عقبات أمامك وهنا لا يكون هناك أي رفض للحياة".
وقد ولد نجيب محفوظ في حى الجمالية بالقاهرة فى 11 ديسمبر عام 1911، لأبٍ موظف وأمٍّ ربة منزل، تخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة قسم الفلسفة، وقد أقدم على الحصول على الماجستير في الفلسفة الإسلامية، ولكن لم يستطع الانتهاء منها لتوغله في البحث الأدبي؛ فآثر أن يتفرغ للأدب، فجاءت أعماله روائية حيلة فلسفية.
بدأ "نجيب محفوظ" رحلته فى عالم الأدب من بوابة القصة القصيرة، ونشر أولى قصصه فى مجلة الرسالة عام 1936، وكانت روايته الأولى "عبث الأقدار" التى نشرت عام 1939، ثم أتبعها بروايات: "كفاح طيبة" و"رادوبيس"، فتتناول فى تلك الثلاثية رؤيته التاريخية.
من التاريخ إلى الواقعية تحول أدب نجيب محفوظ، حيث بدأ التركيز على الأدب الواقعي في عام 1945 بروايات: "القاهرة الجديدة" و"خان الخليلي" و"زقاق المدق"، ثم جنح للروايات الرمزية كما في رواياته: "الشحاذ" و"الباقي من الزمن ساعة"، و"أولاد حارتنا"، والأخيرة كانت سببًا في جِدال طويل أدى إلى محاولة اغتياله بسبب تأويلات دينية للرواية لم تعجب المحافظين، حتى إنه قد تَمَّ منعها من النشر لفترة طويلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة