تمر اليوم، ذكرى وقوع معركة أجنادين هي معركة وقعت بين المسلمين والبيزنطيين عام 634 م، ووقعت أحداث المعركة في أرض فلسطين على مقربةٍ من مدينة الرملة حيث عسكر المسلمون في قرية عجور شمال غرب مدينة الخليل، في حين عسكر جيش الروم في قرية بيت جبرين لتجميع الجيوش القادمة من أكثر من مكانٍ لمؤازرة.
وقعت معركة أجنادين بين المسلمين والروم قرب الرملة بفلسطين، وكان ذلك في جمادي الأولى عام 634م، وكان الصحابي الجليل عمرو بن العاص قائد تلك المعركة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كانت بداية احتكاك المسلمين بالروم وغزوهم في التحرك الذي شهده وارسله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته العام التاسع للهجرة، وقد انتهت المعركة بالتصالح، وحين علم هرقل بما حدث أمر بصلب وقتل يوحنا بن رؤبة صاحب أيلة الذي صالح المسلمين، يروي لنا ذلك الشيخ محمد الخضري في كتابه "إتمام الوفاء في سيرة الخلافاء"، ثم أرسلت بعد ذلك سرية أسامة بن زيد في العام الذي توفى فيه الرسول وعاد منها منتصرًا.
شكّل خالد جيشه ونظّمه: (ميمنة وميسرة، وقلبًا، ومؤخرة)، فجعل على الميمنة "معاذ بن جبل"، وعلى الميسرة "سعيد بن عامر"، وعلى المشاة في القلب "أبا عبيدة بن الجراح"، وعلى الخيل "سعيد بن زيد"، وأقبل خالد يمر بين الصفوف لا يستقر في مكان، يحرض الجند على القتال، ويحثهم على الصبر والثبات، ويشد من أزرهم، حتى إن إشارة البدء للجيش الإسلامي، كانت قتال خالد بن الوليد نفسه، فلم يقاتلوا إلا عندما رأوه يحمل على القوم: (إذا حملتُ على القوم فاحملوا).
كان الروم في أجنادين بقيادة "وردان"، وحاول وردان دعوة خالد بن الوليد للتفاوض، ولكنه أعد حيلة لقتله لكن هذه الحيلة لم تنطلي على المسلمين، فجهز خالد مجموعة من المسلمين بقيادة (ضرار بن الأزور) فهجموا على جنود وردان وقتلوهم، ولبس ضرار درع الروم ووصل إلى وردان، وخلع خوذته فعرف وردان أنه (الشيطان عاري الصدر)، وقتل ضرار وردان قائد الروم وأخذ يصيح الله أكبر.
استمر القتال بين الفريقين وقتًا قليلًا، فما صبر الروم لهم فواقًا -أي مدة حلب الناقة، أو ما بين ضم اليد على ضرع الناقة لحلبها وبسطها-، أي هذه الفترة اليسيرة جدًّا، وانتصر الجيش الإسلامي انتصارًا عظيمًا، ووصل الجيش الإسلامي -كما خطط خالد بن الوليد- إلى خيمة قائدهم العام، الذي قال: "والله ما رأيت يومًا في الدنيا أشدَّ عليَّ من هذا"، وكانت آخر كلماته إذ اجتُثَّ رأسه بعد هذه الكلمة.
كانت معركة اجنادين أول لقاء كبير بين جيوش الخلافة الراشدة والروم البيزنطيين في الصراع على الشام، وجرت بحوالي سنتين قبل اللقاء الفاصل والحاسم في معركة اليرموك عام 636 ميلادي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة