تمر اليوم الذكرى الـ1387، على هزيمة المسلمين بقيادة خالد بن الوليد لجيش الروم، وفتح مدينة بصرى بالشام، وذلك بعدما استطاع اقتحام حصون المدينة فى 30 مايو عام 632، الموافق 13 هـ، فما الذى حدث؟
بعدما حقق خالد بن الوليد انتصارات عظيمة فى فارس كان الموقف لا يزال متأزما فى دمشق بالشام، فقرر الخليفة أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، أن يرسله إلى الشام، فأرسل له خطابا قال فيه "والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، والله لا أشيم سيفا سله الله على الكفار".
وأراد خالد بن الوليد أن يزيد من حصار الجيش الإسلامى لمنطقة الشام، لأن المسلمين كانوا قد حاصروا الجنوب والشرق، وهو يزيد من دخوله شمالاً فى الحصار، وكان بن الوليد يعلم أن الروم لا يمكن أن يتوقعوا أن يأتيهم جيش من الشمال أو الشرق وإنما كان كل ظنهم أن المدد سيأتى المسلمين من الغرب أو الجنوب، فمجىء خالد بجيشه من الشمال يُعَدُّ مفاجأة للروم.
ولم يتوقع الروم أن يعبر أحد صحراء الشمال بجيش كبير كجيش خالد بن الوليد وبمجرد أن علم الروم بتجمع 33 ألف جندى خرجوا مباشرة لقتالهم وبادر خالد بتنظيم الجيش فجعل نفسه فى قلب الجيش وجعل رافع بن عمرو فى الميمنة وضرار بن الأزور على الميسرة وقسم المؤخرة إلى نصفين المسيب بن نشبة يمينًا، ومذعور بن عدى شمالاً، وجعل المؤخرة بعيدة عن الجيش، لتأخذ أطراف المعركة، نلاحظ أن قادة الجيش كانوا جميعًا من جيش خالد القادم من فارس.
وبحسب كتاب "الدولة العربية فى صدر الإسـلام 12 قبل الهجرة - 40 هـ / 610 - 660 م" عبد الحكيم الكعبى، فإن القائد خالد بن الوليد، سار فى شهر ربيع الأول سنة 13 هجرية، بمن معه من المقاتلين، واخترق الصحراء الفاصلة ما بين العراق والشام فى ثمانية أيام، مارا بقراقر، وسوى، وقرقيسيا، ودومة الجندل، وقصم وتدمر وحوارين ومرج راهط وثنية دمشق، إلى أن وصل إلى بصرى وعليها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبى سفيان وأبو عبيدة بن الجراح، فاشترك خالد فى محاصرتها، فصالحه أهلها، ثم افتتح بعدها جميع المناطق التابعة لكورة حوران، وتوجه أبو عبيدة بن الجراح فى جماعة من المسلمين كثيفة من أصحاب الأمراء ضموا إليه، فأتى مآب من أرض البلقاء وبها جمع العدو فافتتحها صلحا على مثل صلح بصرى، وقال بعضهم أن مآب قبل فتح بصرى.
ويوضح كتاب "سيف الله المسلول - خالد بن الوليد" للكاتب أحمد محمد كامل، إلى أن ما أن وصل خالد بن الوليد لبصرى، حتى استسلهم طواعية بعضهم وقاتل بعض أهلها، لكن فى كل الأحوال استطاع القائد المسلم هزمهم بسهولة.
وبصرى كانت حامية رومانية كبيرة يسكنها الروم والعرب معا، وعدد الجنود فيها يقدر بإثنا عشر ألف جندى وهذا عدد كبير نسبيا على الحاميات، على الطرف الشمالى الشرقى للحامية كانت تعسكر قوات أبو عبيدة الذى أمر شرحبيل بن حسنة ان يتحرك بلوئه الذى يضم أربعة آلاف مقاتل لمحاصرة الحامية حتى يصل خالد بقواته فيقتحموها معا فوصلت قوات شرحبيل قبل جيش خالد بيومين فضربوا حصار على الحامية، وعلى ما يبدو فقد استهان حاكم بصرى حينها بعدد المسلمين لما رآهم فقرر الخروج إليهم فى اليوم الثالث للحصار، لكن المعركة لم تستمر بينهم أكثر من ساعتين استطاع المسلمين المقاومة، لكن كثرة عدد الروم ساعدتهم على الالتفاف عليهم وكادوا يفتكون بهم وقبل أن ينجحوا فى تطويق جيش شرحبيل ظهر بعيد مقدمة خالد بن الوليد لخاف الروم فتراجعوا ولجوءه للحامية مرة أخرى، وأخذ يعدوا أنفسهم لمعركة جديدة بحجة أن جيش خالد وصل للتو ولم يستطيع الراحة، فاصطف الجيشان مرة أخرى، لكن عدد المسلمين كان قد زاد بفضل قوات خالد واستطاع المسلمين أن ينتصروا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة