أوروبا تتحرك للتخلى عن الغاز الروسى وتلجأ للألواح الشمسية والهيدروجين الأخضر والميثان الحيوى.. بروكسل: تركيب 10 ملايين وحدة من المضخات الحرارية فى خمس سنوات.. وصحيفة: وقف حرق الغاز أحد الحلول لتوفيره

الثلاثاء، 31 مايو 2022 01:00 ص
أوروبا تتحرك للتخلى عن الغاز الروسى وتلجأ للألواح الشمسية والهيدروجين الأخضر والميثان الحيوى.. بروكسل: تركيب 10 ملايين وحدة من المضخات الحرارية فى خمس سنوات.. وصحيفة: وقف حرق الغاز أحد الحلول لتوفيره الغاز الطبيعى
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد سنوات من التبعية، بدأت أوروبا فى التحرك لتحويل الطاقة فى الاتحاد الأوروبى من خلال الألواح الشمسية والمضخات الحرارية والهيدروجين الأخضر والغاز من النفايات العضوية، بالإضافة إلى حق انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.

وقال جونزالو إسكوريبانو، الخبير من معهد إلكانو الإسبانى إنه لا يمكن استبعاد تقنين الطاقة فى الشتاء المقبل، حيث أن هناك دول ستمر بأوقات عصيبة للغاية"، ويرى أنه إذا لم يكن لديهم محطات إعادة تحويل غاز الميثان، وإذا حدث انقطاع فى خط أنابيب الغاز الروسى، فلن يتم إصلاح الوضع فى غضون بضع أشهر، وسيكون الوضع لدى هذه الدول سيئا للغاية".

وأشارت صحيفة "ايرالدو" الإسبانية إلى أن المفوضية الأوروبية أقرب إلى تحقيق هدفها من قطع امدادات الغاز الروسى، ولقد وضعت خطة على المدى القصير والطويل، مخطط لها لمدة عام أو ثلاثة كحد أقصى، ويتميز بتقليل الاستهلاك إلى الحد الأقصى وتوليد الطاقة المتجددة الخاصة بها.

سيتطلب ذلك برنامج RePowerEU، وهو برنامج مبادرات يهدف إلى الحد بشكل كبير من اعتماده على الطاقة فى موسكو، وكما قالت المفوضية الأوروبية، فى إشارة إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا، الذين كانوا أول ضحايا قطع الغاز الروسي، فإنه "لا يمكن لأى دولة عضو مواجهة هذا التحدى بمفردها: من خلال التنفيذ المشترك لتقييم الاحتياجات والتخطيط والشراء المشترك وزيادة التنسيق، سنضمن أن التخلص التدريجى من اعتمادنا على الوقود الأحفورى الروسى أمر ممكن وميسور التكلفة لجميع الدول الأعضاء".

 

الاستهلاك الذاتى يقترب

بالنظر إلى هذه الإجراءات، سيستخدم الاتحاد الأوروبى مصادر الإمداد الخاصة به: الشمس والرياح. يعنى الاستهلاك الذاتي، وفقًا لحسابات الهيئة التنفيذية للمجتمع، ما يصل إلى 25٪ من إجمالى استهلاك الكهرباء فى الدول الأعضاء، وهو رقم أعلى مما يتم الحصول عليه حاليًا عن طريق حرق الغاز الطبيعي.

بالإضافة إلى ذلك، وكقاعدة عامة، فقد ثبت أن جميع الإنشاءات الجديدة للمبانى ستلتزم بألواح شمسية، والتى تختلف وفقًا لنوع المبنى، لأنه فى حالة كونه مبنى عامًا وتجاريًا يزيد عن 250 مترًا مربعًا، سيتعين أن يكون بها تركيب كهروضوئى، على أبعد تقدير، 2026، فى حين أن المبانى السكنية لديها المزيد من الوقت، مع 2029 موعدًا نهائيًا. من ناحية أخرى، فى حالة المبانى العامة التى تم بناؤها بالفعل، فإن لها مدة حتى عام 2027.

وبالمثل، يجب أن تكون هذه الطاقة الخضراء مصحوبة بدفع للمرافق واسعة النطاق، والتى يصنفها فنيو الهيئة على أنها "تسريع قوي" فى غضون السنوات الخمس المقبلة. وفوق كل شيء، فى بلدان الوسط والجنوب، حيث تكون إمكانات التوليد أكبر بلا حدود.

وقالت المفوضية الأوروبية "يمكن للطاقة الشمسية، سواء على شكل كهرباء أو حرارة أو هيدروجين، أن تحل محل استهلاك الغاز للعمليات الصناعية، فإلى جانب المضخات الحرارية، يمكنها استبدالها لتسخين المياه أو تدفئة المناطق السكنية أو التجارية.

 

مضخات حرارية.. قفزة فى المستقبل

تقدر بروكسل أنه فى غضون خمس سنوات فقط، سيتم تركيب 10 ملايين وحدة من المضخات الحرارية، وآلات حرارية تعمل بالكهرباء، وهى متوافقة مع لوحات الاستهلاك الذاتى، وتستخدم لترك الاعتماد على الوقود الأحفورى، مثل الغاز الطبيعي.

ومع ذلك، لتحقيق ذلك، ستكون "تدابير الدعم" ضرورية، فيما يتعلق بخفض ضريبة القيمة المضافة. بالإضافة إلى ذلك، ترى الدول السبع والعشرون الحاجة إلى "زيادة سريعة فى إنتاج" هذه المعدات داخل الاتحاد، لتقليل الاعتماد على آسيا، وهى القارة التى "شهدت زيادة فى الواردات منها فى السنوات الأخيرة".

 

مشاريع متجددة

يعتبر الانتقال من الغاز الروسى إلى المصادر المتجددة عملية طويلة، حيث أن بروكسل تقدر أن تشغيل مزارع الرياح يستغرق 9 أعوام، بينما يستغرق تشغيل مزارع الرياح 5 سنوات، وهنا يأتى عقبة عامل الوقت، ولذلك فقد تم تقديم اقتراحا إلى الدول الأعضاء لتحديد المجالات المحددة منها الهيدروجين.

 

الهيدروجين كعمود فقري

هذا العنصر الكيميائى "سيكون مفتاحًا لاستبدال الغاز الطبيعى والفحم والنفط فى الصناعات والنقل التى يصعب إزالة الكربون منها،" يشير الاتصال من السلطة التنفيذية.

مع هذا الإلحاح للصراع مع روسيا، تقترح المفوضية الانتقال من 10 إلى 20 مليون طن من الهيدروجين الأخضر قبل عام 2030، لإنتاج نصف الاتحاد الأوروبى والنصف الآخر يستورده.

فى هذا السياق، الفكرة الرئيسية هى أن هذا التدفق الأخضر يتدفق، قبل كل شيء، عبر ممرات البحر الأبيض المتوسط.

والوضع الذى تلعب فيه إسبانيا دورًا بالغ الأهمية؛ لإنتاجها الخاص وللعبور من هذا إلى شمال إفريقيا. ومع ذلك، سيكون من الضرورى زيادة اتصالاتها المحدودة مع بقية الاتحاد الأوروبى، إما من خلال فرنسا أو إيطاليا.

كما لو أن ذلك لم يكن كافيًا، فإن ممر بحر الشمال مطلوب أيضًا، ولهذا السبب سافرت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، فى نفس يوم عرض الخطة الأوروبية على الساحل الدنماركى مع رؤساء الحكومات ألمانيا والدنمارك وهولندا وبلجيكا، بهدف الترويج لمشروع الرياح البحرية والهيدروجين المتجدد.

 

بيوميثان.. الغاز الأصلي

الميثان الحيوى هو غاز من النفايات العضوية، ومع ذلك، فإنه سيلعب دورًا أساسيًا. من جهتها، تعرّفها بروكسل على أنها "طريقة مربحة لتحقيق طموحنا فى تقليص واردات الغاز من روسيا".

إذا تمت مضاعفة الأهداف الحالية لتصل إلى 35000 مليون متر مكعب، فسيتم تغطية ربع الغاز المستهلك اليوم فى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، سيتطلب هذا 37 مليار يورو من الآن وحتى عام 2030.

 

ما هى خطة الاستثمار؟

تقترح المفوضية الأوروبية أن تُدرج الدول الأعضاء فصل الطاقة الروسية فى خطة التعافى الخاصة بهم. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تعبئة حوالى 72000 مليون فى شكل إعانات و 225000 مليون أخرى فى شكل قروض لا تزال متاحة من هذه الموارد.

 

حرق الغاز

ويرى الاتحاد الأوروبى إلى أن وقف ممارسة حرق الغاز يعتبر مهم فى الوقت الحالى للتخلى عن الغاز لاروسى، حيث يتم وضع آلية فى الوقت الحالى لإنهاء ممارسات حرق الغاز تدريجيا حتى عام 2030.

ووفقا للبيانات فإن ممارسات حرق الغاز بصورة روتينية عام 2021 الماضى فى العالم تقارب نسبيا معدل الواردات الأوروبية من الغاز الروسى، وهو بذلك يعكس أهمية وقف حرق الغاز لحماية الأسواق العالمية خاصة الأوروبية من التعرض لأزمة نقص إمدادات الغاز.

رغم ارتفاع معدلات حرق الغاز بقدر ضعيف العام الماضى مسجلة نحو 143 مليار متر مكعب، فإن هذه المعدلات تُعادل نحو 93% من الواردات الأوروبية للغاز الروسي، بحسب بيانات البنك الدولي.

ومن جانب آخر، تعادل تلك الكميات توليد كهرباء بمعدل 1800 تيراواط/ساعة (تقارب ثلثى الكهرباء المُولدة محليًا بالاتحاد الأوروبي).

ورغم أن كثافة حرق الغاز فى الدول الأوروبية تُسجل معدلات منخفضة للغاية، فإن إضافة ما يتراوح بين %5 و7% من إمدادات الغاز -عبر وقف ممارسات الحرق فى الدول النفطية- للأسواق العالمية من شأنه إضفاء حالة من التوازن لتلك الأسواق، سواء على صعيد الأسعار أو ضمان أمن الإمدادات.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة