قرأت لك.. "ماكينة الأفكار" كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيا؟

الإثنين، 19 أكتوبر 2020 07:00 ص
قرأت لك.. "ماكينة الأفكار" كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيا؟ ماكينة الأفكار
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقرأ معًا كتاب "ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا"  لـ ناديا شنتزلر، ترجمة محمد فتحى خضر، مراجعة هبة عبد العزيز غانم، والصادر عن مؤسسة هنداوى.
 
يقول الكتاب، يوجد مائة خبير يحذِّروننا من كل اختراعٍ يظهر للنور، فحين اختُرِعت الصحافة المطبوعة ارتفعَتْ دعواتُ الخوف من فقدان الهالة المميزة وتهديد إخفاء الهُوِيَّة، مقارَنةً بالوثائق الشخصية التى كان يخطُّها الرهبان بأيديهم، كما اعتُبِرت السكك الحديدية تهديدًا للروح البشرية، وقُوبِل الهاتف بقدر كبير من التشكُّك، إذ لم يَعُدِ الناس بحاجةٍ إلى مغادرة منازلهم، وسيؤدى ذلك إلى أن يصِيروا وحيدين ومنعزلين.
 
ماكينة الأفكار
 
 لم يحدث أى من هذه الأمور، إذ كانت الفرص دوما أعظم من المخاطر، ولو أننا أعرنا السمع على الدوام للمائة خبير، لظللنا إلى الآن جوعى ونقطن الكهوف، فكل شىء جديد لم يسمع به من قبل يحمل قدرا معينا من الخطورة، وكل تطور جديد — وفكرة جديدة — له جانب إيجابى وآخر سلبى، والبشر يحققون التقدم فقط عن طريق التركيز على الجوانب الإيجابية وتطويرها إلى نقاط قوة ذات شأن.
 
إن الأفكار الجيدة لا تظهر إلى الوجود بمحض الصدفة، بل بإمكانك إمَّا أنْ تمنعها وإما أن ترعاها. وناديا شنتزلر وشركة برين ستور الخاصة بها متخصِّصون فى احتضان الأفكار ورعايتها، إنهم واعون بقانون الأعداد الكبيرة (السعى وراء عدد كبير من الأفكار)، والتفكير الجانبى (الربط بين المناطق التى يبدو من الظاهر أنه لا يوجد رابط بينها)، والتسامح مع الفشل (الخوف من الفشل يجعل البشر يميلون إلى التردد)، والتعامل مع التعبيرات "المُثبتة" القاتلة للابتكار (عبارات مثل"لطالما فعلنا الأمرَ بهذه الصورة"، والحفاظ على التواصُل الرسمى وغير الرسمى، وبطبيعة الحال هم واعون بكل أساليب العَصْف الذهنى (إنتاج الأفكار من دون انتقاد متسرع).
 
لا يزال تطبيقُ هذه المبادئ فى الشركات والمؤسسات يبدو صعبًا، ولا يزال التفكيرُ الضيق مستشريًا؛ ففى الحقيقة، غالبيةُ الابتكارات لم تأتِ نتيجةَ قفزاتٍ عملاقة، وإنما هى نتيجةُ انتقالٍ غير متوقَّع لبِنية أو ممارَسة مُحددة من قَبْلُ إلى أخرى، بالطريقة التى نعرفها ونحبها فى تفكير الأطفال وحديثهم. إن الأشخاص الذين ينتقلون فقط على الطرق السريعة المعتادة المستخدَمة بكثرة، ينبغى ألَّا يفاجئهم تنوُّعُ الحياة، عندما تمرُّ بهم عن اليمين واليسار مساراتٌ مجهولة لا يعلمون عنها شيئًا .
 
يبدأ الأمر فى الروضة والمدرسة الابتدائية، إذ يحتاج الابتكار والتفكير المستقل إلى الدعم والتشجيع، أمَّا الانتقادُ المتسرع السطحى، والضرورةُ المزعومة للتكيُّف مع ما هو معروف وطبيعى، وإقحامُ الأطفال فى منظومة تعليمية يحدِّد الجمهور ملامحَها؛ فتقتل كلَّ صورِ الحماس نحو الأشياء والخبرات الجديدة، بالطبع نحن بحاجةٍ إلى خطوطٍ ومبادِئَ إرشادية، فليس ضروريًّا أن يوجد تعارُض بين المعايير والأفكار؛ وفى هذا الكتاب، توضح ناديا شنتزلر، من بين أمورٍ عدة، أنَّ فنَّ تحديدِ إطارِ العمل الصحيح هو مفتاحُ التوصُّل إلى أفكارٍ غير متوقَّعة. أما الضغطُ المتواصل من أجل تحقيق الإنجازات المدرسية، و"إضفاء الصبغة المدرسية" المبالغ فيه على جامعاتنا؛ فلن يؤدى مطلقًا إلى بناء أرواح حرة!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة