نهلة الصعيدى

الشباب ونهضة الأمة

الأحد، 03 يونيو 2018 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشباب هم عماد الأمة، هم سر النهضة فيها، هم بناة حضارتها، وخط الدفاع القوى عنها، ولذلك لا بد أن يكون لهم دور إيجابى فى تغيير الواقع الأليم الذى تعيشه الأمة اليوم، وإعمار البلاد، والمساهمة فى نهضتها ورقيها، والقضاء على الفساد فيها، ولذلك كانت مرحلة الشباب مرحلة عظيمة ينبغى أن تصان عما لا ينبغى من الأخلاق والأفعال، وينبغى لصاحبها أن يجتهد فى كل ما يقربه من الله، وفيما يعود على مجتمعه بالخير والنماء.
وقد أشاد الإسلام بالشباب، وحثه على الاستقامة ورغبه بأسباب النجاة والسعادة، وعزز قيمة الوقت لديه، ودعاه لاستثماره فيما يفيد، «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك». فالشاب إذا نشأ فى عبادة الله نفع الله به الأمة واقتدى به غيره وتأسى به الشباب الآخرون فيكثر الخير، ويقل الشر، ويقضى على الباطل، وتقوم للمجتمع قائمة حضارية لا مثيل لها.
ولأجل هذه الأهمية لتلك المرحلة اعتنى الإسلام بالشباب عناية فائقة ووجههم توجيهًا سديدًا نحو العطاء والبناء والإصلاح، فقد كانوا الفئة الأكثر التى وقفت بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيدوه ونصروه ونشروا الإسلام وتحملوا المشاق.
وإذا أردنا لمجتمعنا رقيًا وتقدمًا فلا بد أن نشرك الشباب فى هذه النهضة، وأن نرسخ فيهم قيمة العمل وأهميته، فالعمل هو أساس الحياة وهو شعار الدين، وهو الذى ترتقى به الأمم، وتنهض به المجتمعات، ويسعد به الأفراد.
وعلى المجتمع الذى يسعى للتقدم والبناء، أن يهتم بالشباب وما يقدم لهم من فكر وثقافة تحصن عقولهم، وتحمى عقيدتهم، وتثبت دينهم، وتقرب بينهم وبين المُثُل العليا التى يزخر بها تاريخهم؛ لأنهم صمام حياة هذه الأمة وبدونهم لن نستطيع النهوض أوالتقدم فهم مبعث الحضارة وعنوان المستقبل خاصة ونحن فى هذا الشهر المبارك الجليل الذى يقدم فيه ما يقتل وقت الشباب ويضيعه دون مراعاة لمصلحة الأمة.
ولذا لا بد من تربية الشباب على العيش فى ظل رسالة سامية، وتحصينهم بالعلم والإدراك، وبثّ روح الوعى لِمَا تنطوى عليه تعاليم الإسلام فى النفوس، والعمل على توفير البدائل الجيدة التى تملأ الفراغ الذى يدفع الشباب إلى السقوط فى الانحرافات الأخلاقية، وهنا أدعو مراكز الشباب والهيئات الرياضية الحكومية والأهلية، والهيئات والأندية الاجتماعية، والجمعيات الخيرية على امتداد عالمنا الإسلامى، إلى تنظيم الدورات العلمية والمهنية النافعة للشباب، وإشراكهم فى الأنشطة العملية المختلفة، حتى يعتادوا المشاركة، ويشعروا بقيمتهم ورسالتهم فى الحياة.
على العلماء دور كبير فى احتضان الشباب، وتلمُّس احتياجاتهم العلمية والتربوية، وإشباعها بالعلم الصحيح والتربية الجادَّة، مصطحبين تقوى الله فيما يأتون ويَذرون ويُفتون ويوجِّهون، وبغير هذا سيبحث الشباب عمن يستغل حماسهم، ويستوعب قدراتهم فى غير إطارها المشروع، وقد أخذ الله الميثاق وأكد العهد على العلماء فى كل ملَّة أن يبيِّنوا الحق ولا يكتموه: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة