من المعضلات الكبرى التى تواجه الفكر العربى "الهوية" حيث ناقشتها الكتب وعقدت لها المؤتمرات ولا تزال تتحمل الكثير من الجدال والنقاش ومن ذلك كتاب "الهوية العربية .. صراع فكرى وأزمة واقع .. دراسة فى الفكر العربى المعاصر" لـ عهد كمال شغلين، والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
ويقول الكتاب:"تنبثق مشكلة الهوية فى الفكر العربى المعاصر، من سؤال هل نجح المفكرون العرب من إظهار العمق الحقيقى لأزمة الهوية؟ أم أنهم هم أنفسهم فى حلهم لهذه المشكلة قد صدروا أساسا عن هويات مسبقة ينتمون إليها وقرأوا الواقع المأساوى للهوية العربية عامة فى ضوء هوياتهم الخاصة، وبذلك هل هم قد وفقوا بالفعل فى اجتراح رؤى ذات طابع كلى تتجاوز حالاتهم المشخصة".
وجاء فى الكتاب:"إن واقع الحال يظهر لنا خطابات متنوعة إلى حال التناقض وكلها تروم إيجاد حل لمشكلة الانتماء وكلها يدعى الصدقية المطلقة بامتلاك الحقيقة المطلقة".
وورد فيه:"ومن هنا صار الإنسان فى العالم العربى حائرا بائرا لا يدرى إلى أية هوية ينتمى، فالكثرة الكاثرة من الهويات طغت عليه، فلم يعد بوسعه من حيث إثباته لذاته إلا أن ينغلق على نفسه ويعود إلى انتمائه الخاص، سواء أكان هذا الانتماء قبليا، أو عشائريا أو طائفيا أو مذهبيا أو عرقيا، فمشكلة إيجاد هوية كلية، أفضت نظرا لتعدد الخطابات الفكرية التى تزعم البحث عنها من أجل إعادة صياغتها وتشكيلها إلى بذر نوى لهويات منبثقة خطأ عن مشكلة إيجاد هذه الهوية الكلية للتناقض فى الأسس النظرية التى قامت عليها محاولات المفكرين العرب المعاصرين، فأية هوية يمكن أن تسود وأى خطاب يمكن أن يسيطر وأية عقيدة يمكن لها أن تحكم العقول فى عالم عربى يحكمه التمزق؟"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة