داليا مجدي عبد الغني

الـمُحصلة صفر

السبت، 20 سبتمبر 2025 11:02 ص


مَنْ يُريد أن يصل في نهاية المطاف لتحصيل "الصفر"، أي كأنه لم يفعل شيئًا، فهو لا عليه سوى أن يترك نفسه للعناد، ورفض الاستماع إلى الآخر، وعدم دراسة الأمور من شتى جوانبها، ففي هذه الحالة سيصل إلى مرحلة واحدة وهي أن المُحصلة صفر. فللأسف، مَنْ يدع لفكرة العناد مساحة بداخل عقله، فهو يصم أذنيه عن النصائح، ويُكبل عقله عن التفكير، ويُدير الأمور من منظور واحد فقط، هو منظوره مهما كانت قلة خبرته وضآلة تجاربه في هذه النوعية من الموضوعات، وهنا تكون النتيجة سلبية بنسبة مائة بالمائة.

فكم من شخص ترك نفسه ضحية لأفكاره وقناعاته دون أن يدع الفرصة لكلمة الحكمة أن يكون لها أي مساحة في حياته، وبالمناسبة ليس بالضرورة أن تكون تصرفات الإنسان تنطوي على الأنانية أو الرعونة حتى تكون محصلته صفر، بل من الممكن أن تكون قمة الإنسانية والإيجابية، ورغم ذلك يصل إلى ذات النتيجة، والسبب أن هناك عطاء يكون لأشخاص لا تستحق، وعندما يجدوا مَنْ يُوضح لهم الصورة، أو يضعهم على الطريق الصحيح، يرفضوا الإنصات أو حتى مجرد التفكير وإعادة الحسابات، فيعودوا في النهاية أدراجهم ومعهم محصلتهم "صفر"، وهنا لا يكون أمامهم سوى الندم، وقت لا ينفع الندم.

فَمْن يُصر على عدم الاستماع إلا لصوت نفسه، حتى لو كان سلوكه ينطوي على الأخطاء السلبية، لابد أن يدفع ثمن هذا الإصرار، ولكن وللأسف الشديد، عادة لا نُدرك معنى عبارة "المحصلة صفر" إلا عندما نتعايشها، فالإنسان بطبيعته لا ينظر إلا تحت قدميه، فيستشعر أن المستقبل بعيد وأن ما يُحذره منه الآخرون حدوثه مستحيل، فيسير بلا هوادة، ويدع نفسه لأفكاره الخاصة والخاطئة حتى يكتشف أنه كان يسير في طريق مظلم، نهايته قاسية، ونتائجه مضنية، وما أصعب أن يعود الإنسان بعد مسيرة طويلة صفر اليدين، فهنا تتأرجح الصورة في عينيه لأن الخطأ يكون قد اختلط بالصواب، وربما لهذا السبب يبني رجال الأعمال صفاتهم على دراسات الجدوى، وذلك حتى لا يصلوا إلى الخسائر، فهم يسعون إلى الربح، ولكن الإنسان عادةً ما يترك الدراسات في حياته العملية ويكتفي برغباته وقناعاته، بالرغم من أن كل سلوك وكل قرار في حياتنا يحتاج إلى دراسة جدوى وتعمق، حتى ننجح في الحفاظ على مكتسباتنا الصحية والنفسية والأسرية والمهنية والحياتية.

فلو قررنا أن نبني قراراتنا على دراسات الجدوى، سنتجنب نتيجة المحصلة صفر.
        




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة