فى قلب كل حجر حكاية، وعلى جدران المقابر والمعابد والقصور والمساجد نقش المصريون فى جميع الحقب الزمنية فصولًا من تاريخ لا يمحى، فما بين المعابد الشاهقة فى الجنوب، والقصور الخديوية فى القاهرة، والمتاحف التي تحتضن كنوز الأزمان، تتجلى ملامح هوية متجذرة في الأرض والوجدان، وعبر سلسلة اعرف تراثك نطوف بين أروقة التاريخ المصرى، نعيد اكتشاف المواقع الأثرية والمعمارية التي شكلت وجدان الوطن، ونستعرض قصصًا خفية وأسرارًا خلف جدران الصمت، ومن بينها منطقة الكاب.
موقع منطقة الكاب
تقع الكاب، عاصمة الإقليم الثالث من أقاليم مصر العليا، شمال مدينة إدفو على الضفة الشرقية للنيل في منتصف الطريق بين الأقصر وأسوان، وتحتوي على العديد من الآثار الهامة، كان يضم مجموعة من البوابات تقع الرئيسية منها في الجانب الشرقي، ومن بين الآثار الهامة بالمنطقة، المعبد الصغير الذي أقامه الملك أمنحتب الثالث من عصر الأسرة الثامنة عشر لعبادة المعبودة نخبت معبودة الإقليم وسيدة الصحراء الشرقية، غير أن أشهر ما في منطقة الكاب، مجموعة المقابر المنقورة في الصخر، والتي يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة.
أكبر المراكز الدينية فى الحضارة المصرية القديمة
تعد الكاب مدينة أثرية من أكبر المراكز الدينية فى الحضارة المصرية القديمة وهى مدينة نخب القديمة مركز عبادة نخبت بهيئة النسر معبود الحماية فى صعيد مصر، عند ذهابك إلى هذه المدينة يمكنك رؤية العديد من الآثار الهامة التى ترجع إلى عصور ما قبل الاسرات وحتى العصرين اليونانى الرومانى، وأبرزها بقايا معبد "نخبت" وبقايا سور المدينة الأثرية القديمة، ولا تفوتك زيارة مقابر الدولة الحديثة لمشاهدة النقوش المسجلة على جدرانها وهى تخص السير الذاتية لشخصيات بارزة مثل "باحرى" و"أحمس بن نخبت" والأكثر شهرة على الإطلاق "أحمس بن ابانا" حاكم الكاب أشهر المناضلين ضد الهكسوس فى عصر الدولة الحديثة، بالإضافة إلى العديد من مناظر الحياة اليومية.