في قلب كل حجر حكاية، وعلى جدران المقابر والمعابد والقصور والمساجد نقش المصريون في جميع الحقب الزمنية فصولًا من تاريخ لا يمحى، فما بين المعابد الشاهقة في الجنوب، والقصور الخديوية في القاهرة، والمتاحف التي تحتضن كنوز الأزمان، تتجلى ملامح هوية متجذرة في الأرض والوجدان، وعبر سلسلة اعرف تراثك نطوف بين أروقة التاريخ المصري، نعيد اكتشاف المواقع الأثرية والمعمارية التي شكلت وجدان الوطن، ونستعرض قصصًا خفية وأسرارًا خلف جدران الصمت، ومن بينهم شارع الصليبة.
شارع الصليبة أقدم شوارع القاهرة الإسلامية
يعد شارع الصليبة واحد من أقدم شوارع القاهرة الإسلامية الرئيسية في العصور الوسطى، يمتد من ميدان القلعة "ميدان صلاح الدين"، المعروف أيضًا باسم ميدان القلعة، وصولاً إلى ميدان السيدة زينب، وقد أطلق على الشارع اسم "الصليبة" منذ حوالي 700 عام، بسبب تقاطعه مع العديد من الشوارع الأخرى، من القرن الرابع عشر إلى منتصف القرن السادس عشر الميلادي كان شارع الصليبة مشغول بمؤسسات الدولة ومساكن أهم الأمراء في مصر.
شهد هذا الشارع التاريخي على العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والتاريخية، من مرور مواكب المحمل السلطاني، إلى احتفالات الدولة، وحتى المؤامرات التي حاكها حكام المماليك ضد بعضهم البعض، العديد من الأمراء على مر العصور في الصليبة وبنوا منشآت عسكرية، بما في ذلك مدرسة عسكرية وورش لصناعة الأسلحة والبنادق.
شارع الصليبة متحف مفتوح
يحتوي الصليبة على مجموعة واسعة من المباني الإسلامية التي تعرض مجموعة متنوعة من الطرز المعمارية الغنية والمتنوعة من فترات مختلفة، يمكن العثور على المساجد والمدارس والكتاب "مدارس تعليم القرآن"، والأسبلة "صنابير المياه العامة" والخانقاوات "مواقع تجمع الصوفية" والحمامات القديمة والقصور، الشارع بالكامل عبارة عن متحف في الهواء الطلق يعرض العصر الإسلامي بكل بهائه، ومن أهم الآثار الموجودة بالشارع: جامع أحمد بن طولون، بيت الكريتلية، وسبيل وكُتّاب أم عباس.