

بريشته الصارخة، رسم الفنان مصطفى السيد معاناة غزة التي تحولت إلى مأساة إنسانية بلا أفق بعد إعلان الأمم المتحدة تفشى المجاعة . صوّر لوحة تختزل بين خطوطها القصف اليومي، الحصار والتجويع، والتهجير القسري، والتطهير العرقي، في مشهد يفضح سياسة الإبادة الممنهجة التي تمارسها قوات الاحتلال.
ما يجري في غزة ليس حربًا عابرة، بل استراتيجية توسعية طويلة المدى عبّر عنها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو صراحة بإحياء حلم "إسرائيل الكبرى"، وهو المشروع الذي يهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة عبر التهجير، والسيطرة، وفرض واقع استيطاني جديد بالقوة.
فى شهادة فنية حيّة على واقع تجاهله العالم، حيث يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن ردع آلة الحرب الإسرائيلية، ويكتفي بالبيانات المكررة التي لم توقف نزيف الدم ولم تُطفئ نار المجازر.
الكاريكاتير يظهر غزة وكأنها عالقة بين رحى القصف والمجاعة.
الرحى (أداة الطحن) ترمز إلى آلة القهر والسحق، حيث وُضعت غزة بداخلها على شكل خريطة القطاع ، بينما اليد التى تمثل يد الاحتلال القابضة على العصا تُدير الرحى بلا رحمة. ويخرج من تحت الرحى مسحوق متفتت يرمز إلى المعاناة والدمار الناتج عن طاحونة الحرب القاسية.