إسماعيل رفعت

الروبوت المفتى.. مؤتمر الذكاء الاصطناعى لن يحسم الجدل

الخميس، 14 أغسطس 2025 12:00 ص


على مدار يومين متتاليين شهد مؤتمر الإفتاء العالمى العاشر، "صناعة المفتى الرشيد فى عصر الذكاء الاصطناعي"، جهود تؤكد مواكبة لمتغيرات العصر، وهو اجتهاد محمود من قبل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والمفتى الجديد الأستاذ الدكتور نظير عياد رئيس الأمانة العامة لدور إفتاء العالم.

المؤسسات الدينية المصرية، أو المؤسسات الأزهرية وهى عالمية ورئيسة فى تخصصها، وقد حققت طفرات فى عهد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالى، وخاصة فى ظل تطور وسائل الإعلام والاتصال، إذ أسس فى عهده مراكز إعلامية داخلية في: مشيخة الأزهر، وفى مجمع البحوث الإسلامية، وفى وزارة الأوقاف، وفى جامعة الأزهر، وفى الجامع الأزهر، وفى هيئة كبار العلماء، وفى المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، وفى دار الإفتاء المصرية/ الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والتى حققت حضوا وتمرسا، وانفتاحا على العالم.

وفى الفترة الأخيرة تميزت المؤسسات الدينية بتولى علماء ورموز عالية الهمم والجهد منخفضة الضجيج، وذلك للتركيز على العمل لا الكلام، وفى تناغم وتنسيق/ عمل كثر ضجيج قليل.

وفى الأثناء حضر إلى قمة المشهد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، بعد فترة عمل فى مجمع البحوث الإسلامية كانت تتويجا لتاريخه البحثى والعلمى الرصين، ليحقق حضورا كاريزميا، ومن الإفتاء إلى العالم، باستراتيجية المتغير الفكرى والزمنى لأستاذ الفكر والعقيدة التى هى نقطة الارتكاز اتفاقا مع الوسطيين واختلافا مع المتطرفين، فالفتوى مبنية على فكر وليس العكس، ومن الفكر إلى الجمهور تستخدم وسائل للتجنيد أو التحصين يأتى دور الذكاء الاصطناعى، وسط محتوى رقمى متشدد هائل على شبكة المعلومات الدولية ومحرك البحث جوجل، ويوازيه اتصال تجنيدى عبر وسائل التواصل، ووسط عصر الرقمنة يفرض الواقع جدلية المفتى الرقمى، أو الروبوت المفتى، وهنا تكمن فلسفة دار الإفتاء المصرية وراء مؤتمرها العالمى العاشر، والأول فى ظل رئاسة مفتى العالم العالم الكبير الدكتور نظير عياد، الذى يسير فى اتجاه التعاون والعمل الهادئ مع الجميع فى مرحلة تفاهم العمائم.

جدلية المفتى الرقمى، أو المحتوى الإفتائى، أو المفتى الرقمى التفاعلى أون لاين أو التخاطبى جزء من مشهد الرقمنة الذى يبحثه علماء العالمى بجانب إعداد المفتى الرشيد فى عصر الذكاء الاصطناعى، أمر بات مفروضا بعد إطلاق دول مركزية فى العالم الإسلامى وفى دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة روبوت الفتوى للمناسك، إذ يصعب تجاهل التجربة، والتغلب كذلك على البعد المكانى بين المفتى والمستفتى خاصة فى ظل قوانين تحكم عملية الفتوى.

وأزعم من جانبى كمختص فى الشئون الدينية والأوقاف، أن معضلة الوفاء بحق المستفتى فى كل مسائله باتت معضلة كبيرة، وترك الروبوت وحده يفتى أمر صعب، وتأهيل وكفاية المستفتين عدديا فى جانب علماء الفتوى أمر صعب، إلا أن أرشفة الفتوى يمكن أن يكون من حظ مساعد المفتى الافتراضى، وسرد الفتاوى القديمة أيضا يحتاج إلى برامج الذكاء الاصطناعى، وأكثر من ذلك المجالس الإفتائية الأونلاين عن بعد بتفاعل مشترك أمر يتحقق بسهولة.

ولنا فى تجارب الدول الأخرى مثال على نجاح عملية الوصول للمستفتى بطريقة أقرب إلى احتياجاتهم، ففى لبنان يتم تخصيص مفتى لكل منطقة، وهو أمر تتجه إليه مصر ببناء فروع لدار الإفتاء فى أسيوط والإسكندرية ومطروح، وتأسيس أخرى فى المنصورة إلخ، ويمكن أن نعقد مجالس إفتائية بالمساجد الرئيسية للرجال والنساء بالتعاون بين الأوقاف ومؤسسات الأزهر، وبثها أونلاين مع كتابة الأسئلة أو إذاعتها مباشر والرد عليها لحظيا، وتكون بشكل مكثف ومستمر، ومن مساجد المدن.

وفى جانب إعداد المفتى فى عصر الذكاء الاصطناعى، فإن رسوخ الفقه الإفتائى، والتحول الرقمى والتقنى للعلماء وتشاورهم ووجود ورش العمل ولو عن بعد وبشكل دورى وخاصة مفتو مصر والعالم أمر يعد هو أول الخطوات على الطريق، ببناء راسخ على تاريخ مصر العلمى والأزهرى والإفتائى.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب