ينطلق يوم الثلاثاء المقبل حفل تنصيب الدكتور خالد العناني مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، بمقر المنظمة فى العاصمة الفرنسية باريس، بعد اختياره رسميًا من قبل المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثالثة والأربعين، ومن المقرر أن يتسلم الدكتور العناني مهام منصبه رسميًا في 15 نوفمبر الجاري، لولاية تمتد أربع سنوات.
تحديات تنتظر خالد العناني
وبعد اعتماد المؤتمر العام لليونسكو انتخاب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا للمنظمة بأغلبية غير مسبوقة بلغت 172 دولة مقابل اعتراض دولتين وامتناع دولة واحدة، تستعد المنظمة لدخول مرحلة جديدة قد تشهد إعادة تقييم لكثير من سياساتها وبرامجها.
ويأتي اختيار العناني، بخبرته الواسعة في إدارة ملفات الثقافة والتراث على المستويين الوطني والدولي، وسط توقعات بأن يلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل مسارات المنظمة خلال السنوات المقبلة. وتواجه اليونسكو تحديات متراكمة تتعلق بالتمويل، وتزايد النزاعات الدولية، وتراجع مستويات التعليم عالميًا، ما يجعل المرحلة المقبلة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الإدارة الجديدة على تقديم حلول عملية وقرارات أكثر جرأة.
ومنذ اللحظة الأولى لتسلّمه مهامه، يجد المدير العام الجديد نفسه أمام ملفات ثقيلة تحتاج إلى رؤية واضحة وخطوات تنفيذية سريعة، بدءًا من إصلاح الهيكل الإداري وتعزيز الحوكمة داخل المنظمة، مرورًا بمعالجة الفجوة التمويلية الطويلة، ووصولًا إلى حماية التراث العالمي في بؤر الصراع الإقليمي والدولي.
وسيتسلم الدكتور خالد العناني مسئولية قيادة منظمة تمرّ بواحدة من أدق مراحلها، حيث تواجه اليونسكو موجة واسعة من الانتقادات تتعلق بتراجع استقلاليتها وتزايد تسييس قراراتها خلال الأشهر الماضية.
وتشتد أهمية هذا الملف بعد الانسحاب الرسمي للولايات المتحدة في يوليو 2025، وهي خطوة شكّلت ضربة قوية للمنظمة على المستويين المالي والدبلوماسي، خاصة أن واشنطن كانت تُعدّ من أكبر ممولي اليونسكو وأكثر الدول تأثيرًا داخلها. ويأتي هذا الانسحاب امتدادًا لاتّهامات متكررة للمنظمة بالتحيز ضد إسرائيل والترويج لأجندات اجتماعية اعتبرتها الإدارة الأمريكية السابقة “مثيرة للانقسام”، إلى جانب ما وصفته بأنه انحياز لرؤية دولية لا تتماشى مع سياسة “أمريكا أولاً”.