ملفات وتحديات بانتظار خالد العنانى بعد تسلمه منصب مدير اليونسكو

الخميس، 06 نوفمبر 2025 12:00 م
ملفات وتحديات بانتظار خالد العنانى بعد تسلمه منصب مدير اليونسكو خالد العناني

محمد عبد الرحمن

بعد اعتماد المؤتمر العام لليونسكو انتخاب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا للمنظمة بأغلبية غير مسبوقة بلغت 172 دولة مقابل اعتراض دولتين وامتناع دولة واحدة، تستعد المنظمة لدخول مرحلة جديدة قد تشهد إعادة تقييم لكثير من سياساتها وبرامجها.

ويأتي اختيار العناني، بخبرته الواسعة في إدارة ملفات الثقافة والتراث على المستويين الوطني والدولي، وسط توقعات بأن يلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل مسارات المنظمة خلال السنوات المقبلة. وتواجه اليونسكو تحديات متراكمة تتعلق بالتمويل، وتزايد النزاعات الدولية، وتراجع مستويات التعليم عالميًا، ما يجعل المرحلة المقبلة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الإدارة الجديدة على تقديم حلول عملية وقرارات أكثر جرأة.

ومنذ اللحظة الأولى لتسلّمه مهامه، يجد المدير العام الجديد نفسه أمام ملفات ثقيلة تحتاج إلى رؤية واضحة وخطوات تنفيذية سريعة، بدءًا من إصلاح الهيكل الإداري وتعزيز الحوكمة داخل المنظمة، مرورًا بمعالجة الفجوة التمويلية الطويلة، ووصولًا إلى حماية التراث العالمي في بؤر الصراع الإقليمي والدولي.

الملفات والتحديات أمام خالد العناني بعد تولّيه إدارة اليونسكو

يتسلم الدكتور خالد العناني مسؤولية قيادة منظمة تمرّ بواحدة من أدق مراحلها، حيث تواجه اليونسكو موجة واسعة من الانتقادات تتعلق بتراجع استقلاليتها وتزايد تسييس قراراتها خلال الأشهر الماضية.

وتشتد أهمية هذا الملف بعد الانسحاب الرسمي للولايات المتحدة في يوليو 2025، وهي خطوة شكّلت ضربة قوية للمنظمة على المستويين المالي والدبلوماسي، خاصة أن واشنطن كانت تُعدّ من أكبر ممولي اليونسكو وأكثر الدول تأثيرًا داخلها. ويأتي هذا الانسحاب امتدادًا لاتّهامات متكررة للمنظمة بالتحيز ضد إسرائيل والترويج لأجندات اجتماعية اعتبرتها الإدارة الأمريكية السابقة “مثيرة للانقسام”، إلى جانب ما وصفته بأنه انحياز لرؤية دولية لا تتماشى مع سياسة “أمريكا أولاً”.

هذه الظروف تضع العناني أمام تحدي إعادة بناء صورة المنظمة كمرجعية ثقافية وعلمية مستقلة، وبناء توافق دولي يعيد لليونسكو دورها الأصلي كمنصة للحوار وحماية القيم المشتركة.

ملف أزمة التمويل
 

ويتصدر ملف أزمة التمويل قائمة التحديات، خصوصًا بعد خسارة ما يقرب من 8% من الميزانية عقب خروج الولايات المتحدة، إلى جانب تراجع مساهمات دول أوروبية فضّلت توجيه إنفاقها نحو أولويات دفاعية.

ويؤكد العناني أن معالجة الوضع المالي ستكون أولوية قصوى، عبر مقاربة مزدوجة تعتمد على جذب مساهمات حكومية إضافية باستخدام أدوات مبتكرة مثل مبادلة الديون، مع التوسع في شراكات القطاع الخاص الذي بلغت مساهماته نحو 8% من ميزانية 2024، مع وجود فرصة كبيرة لزيادة هذا الدعم خلال الفترة المقبلة.

كما يواجه المدير العام الجديد مهمة حساسة تتمثل في إعادة تركيز أجندة المنظمة على المداولات التقنية بدلًا من التسييس، وهو ما صرّح بأنه سيكون محور جهوده منذ اليوم الأول.

حماية التراث المادي واللامادي

وتشمل أولوياته المباشرة العمل على مواصلة برامج حماية التراثين المادي واللامادي، وإطلاق مبادرات جديدة تعزز حضور المنظمة دوليًا، والسعي لإيجاد مصادر تمويل مستدامة على خطى المديرة السابقة أودري أزولاي التي نجحت في إعادة الولايات المتحدة عام 2023.

ويؤكد العناني اهتمامه كذلك على ضرورة تعزيز البعد الإنساني لرسالة اليونسكو، إبرازًا لدورها في التعليم بمناطق الطوارئ، وحماية الصحفيين، ودعم المرأة في العلوم، بما يعيد التذكير بالصلة المباشرة بين المنظمة وحياة المواطنين في مختلف الدول.

ويُنظر إلى تولي العناني هذا المنصب بوصفه محطة مهمة للحضور العربي داخل المؤسسات الدولية متعددة الأطراف، في مرحلة يحتاج فيها العالم إلى صوت قادر على بناء جسور الثقة، وتجاوز الانقسامات السياسية، وإعادة صياغة دور المنظمة على أسس أكثر توازنًا وفاعلية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة