اكتشف علماء الآثار لوحًا بازلتيًا في منطقة بحيرة باشبليمي في جورجيا، نُقشت على واجهته لغةٌ غير معروفة واحتوى اللوح على 60 حرفًا موزعة على سبعة صفوف وأكد الخبراء أن النقوش تُظهر براعةً في الصنع، حتى وإن لم يتمكنوا بعد من تحديد أصل اللغة.
والموقع الذى اكتشف فيه اللوح هو الموقع نفسه الذي يعتقد بعض العلماء أنه اكتُشف فيه أول أوروبي، وهو إنسان من فصيلة أشباه البشر عمره 1.8 مليون عام.
مواصفات اللوح الأثري
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة التاريخ القديم والآثار، صنع اللوح - الذي تبلغ أبعاده 9.4 بوصة × 7.9 بوصة - من البازلت الحويصلي المحلي، واحتوى على سبعة صفوف من الكتابة.
وكتب مؤلفو الدراسة: "يثير هذا اللوح، الذي يحمل 60 رمزًا، منها 39 رمزًا مختلفًا، تساؤلًا حول أصل النص الجورجي، أي النص الجورجي البدائي". وأضافوا: "في حين أن البازلت الذي بُني عليه معروف بأنه من أصل محلي، إلا أن معناه غير معروف، ولا يزال هناك طريق طويل لفك رموزه".
أظهر تحليل مقارن أولي أُجري على أكثر من 20 لغة أن الحروف تحمل بعض أوجه التشابه مع الأشكال المكتوبة للغات السامية وشمال أيبيريا.
وكتب المؤلفون: "بشكل عام، لا يُكرر نقش الباشبليمي أي نص معروف لدينا، ومع ذلك، فإن معظم الرموز المستخدمة فيه تشبه تلك الموجودة في نصوص الشرق الأوسط، وكذلك نصوص البلدان النائية جغرافيًا مثل الهند ومصر وغرب أيبيريا".
وربما استُلهمت بعض الرموز من النصوص القوقازية المبكرة - سواء كانت أبجديات جورجية مرغلوفانية أو ألبانية - ولكن يبدو أيضًا أن هناك روابط مع نصوص بروتو-كارتفيلية، وفينيقية الشرق الأدنى، وسينائية بدائية. ولكن دون وجود صلة مباشرة بأي نمط كتابة معروف آخر، قد يكون هذا الاكتشاف الجديد لغة غير معروفة تمامًا.
كتب المؤلفون: "ربما كان هذا النص، الذي يتكون بعض أحرفه الـ 39 من أرقام وعلامات ترقيم، أبجدية". يعتقد الباحثون أن الاكتشاف الجديد يحمل أوجه تشابه قوية مع الكتابة الكارتفيلية البدائية التي تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، والتي كانت تُستخدم في جميع أنحاء جورجيا وإيبيريا. ولكن هناك أيضًا أوجه تشابه مع رموز العصر البرونزي الجورجي، بما في ذلك "بعض أوجه التشابه مع الأبجديات الفينيقية والآرامية واليونانية، وهو أمر ليس مفاجئًا، نظرًا لدورها في المنطقة وعلاقتها بالكتابات المحلية المعروفة".