أهم الاكتشافات الأثرية حول العالم فى شهر نوفمبر.. تعرف عليها

خلال شهر نوفمبر الجارى، تمكن علماء الاثار حول العالم من الكشف عن مجموعة من الاكتشافات المدهشة التي لفتت أنظار المتخصصين والجمهور على حد سواء، ترواحت الاكتشافات بين أقدم جريمة موثقة فى اسبانيا كشف عمود حجرى على شكل حرف T يحمل ملامح وجه بشرى فى تركيا، الى جانب اكتشافات أخرى تسلط الضوء على حضارات غابرة وتعيد كتابة أجزاء من التاريخ البشرى.

أقدم جريمة قتل موثقة في إسبانيا

في منطقة كيرالبس بمدينة جيرونا الإسبانية، تمكن فريق من الباحثين في معهد كتالونيا لعلم البيئة القديمة وتطور الإنسان من فك لغز قديم استمر آلاف السنينـ  اكتشاف الهيكل العظمي الذي يحمل سهمًا حجريًا مغروسًا في ضلعه، يثبت وجود عنف داخلي وصراعات بين أفراد الجماعات البشرية الأولى قبل 4000 عام، ما يميز هذا الاكتشاف هو وجود علامات التئام على العظم حول السهم، ما يدل على أن الضحية لم يمت فورًا، بل عاش لفترة قصيرة بعد الإصابة. وهذا يشير إلى تعقيدات في العلاقات الاجتماعية آنذاك، وربما إلى محاولات علاج بدائية.

الأكثر إثارة هو أن السهم أطلق من الخلف، مما يدل على هجوم خيانة وغدر، وربما على صراعات داخلية أو نزاعات على الموارد أو السلطة. ويُعتقد أن الفاعل كان من نفس المجتمع، لأن الأدلة الأثرية تشير إلى وجود سهام مشابهة في نفس الموقع، هذا الاكتشاف يغير مفهومنا عن حياة الإنسان في العصر الحجري، ويؤكد أن العنف والصراعات الاجتماعية ليست حكراً على العصور الحديثة، بل هي ظاهرة قديمة راسخة في تاريخ البشرية.

عمره 12 ألف عاما.. اكتشاف عمود على شكل T محفور عليه وجه بشرى فى تركيا

فى اكتشاف أثرى لافت، تم العثور على عمود على شكل حرف T محفور عليه وجه بشرى فى موقع كارهانتيبى فى شانلى أورفة، جنوب شرق تركيا،  يُعد كارهانتيبى من أقدم المستوطنات المعروفة التى بدأ فيها البشر حياة شبه مستقرة قبل نحو 12 ألف عام.

التمثال الذى يعود للعصر النيوليثى، قبل ظهور الكتابة وبداية تربية الحيوانات يقدم دلائل مهمة عن التفكير الرمزى والمفاهيم المجردة فى المجتمعات البشرية الأولى، وفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية، وقال البروفيسور نيكمى كارول، مسؤول الحفريات: "حتى الآن، كنا نعتقد أن الحجارة التى نكتشفها تمثل البشر بشكل عام، لكن هذه أول مرة نجد تمثيلًا فعليًا للوجه. كان لحظة مثيرة للغاية"، وأضافت العالمة الأثرية النباتية سيرين كابوكجو من جامعة ليفربول: "هذا مثال متطور ورفيع المستوى على التعقيد الفني. كلما اكتشفنا أمثلة أكثر، أدركنا أن هذا العالم كان أعقد مما يمكننا تخيله"، التمثال يُظهر ملامح حادة، أنف صغير وتجويفات عميقة للعينين. ويشير البروفيسور كارول إلى أنه من المحتمل ألا يمثل إلهًا أو كيانًا خارقًا، بل فكرة أو مفهومًا يُرمز له من خلال الشكل البشري.

اكتشاف مدينة سويدية مدفونة منذ 400 عام تحوى أسرار التخطيط والدفاعات القديمة

قبل ظهور هذه التماثيل، كانت المنحوتات تمثل فى الغالب الحيوانات، ومع التحول إلى الحياة المستقرة، بدأت تظهر تماثيل بشرية، أولًا مجتمعة مع الحيوانات ثم بشكل مستقل، ما يشير إلى أن البشر بدأوا بوضع أنفسهم فى مركز العالم.
فى اكتشاف أثرى مذهل، كشفت حفريات واسعة على الحافة الجنوبية لمدينة نيا لودوسى السويدية هذا العام عن جزء جديد من المدينة القديمة التى ظلت مدفونة لما يقرب من 4 قرون، وقد أتاح هذا الكشف الفريد نظرة عميقة إلى تخطيط المدينة وبنيتها الأساسية وأنظمتها الدفاعية، لتعيد إلى الذاكرة ملامح مستوطنة كانت يوما مقدمة لمدينة جوتنبرج الحديثة، حيث تأسست نيا لودوسى فى عام 1473 وازدهرت حتى عام 1624، قبل أن تهجر بالكامل، بين عامى 2022 و2023، أجرى معهد الآثار السويدى أعمال تنقيب مكثفة فى الجزء الجنوبى من المدينة، كاشفا عن تفاصيل معمارية نادرة تمثل جزءا حيويا من التاريخ الحضرى فى السويد.

طقوس تضحية بشرية في بيرو: أسرار الجثث الـ12 المقيدة

في شمال بيرو، حفر علماء الآثار في منطقة لا ليبرتاد ليكتشفوا بقايا 12 جثة كانت مربوطة الأيدي والرقاب، ومدفونة وجهًا لأسفل، وهو شكل دفن غير مألوف. الجثث تعود إلى حوالي 2300 سنة، وترتبط بطقوس تضحية بشرية متبعة في حضارة سالينار القديمة، عدم وجود أدوات جنائزية أو هدايا دفن، بالإضافة إلى علامات العنف على الجماجم، تؤكد أن هؤلاء الأشخاص لم يُدفنوا كضحايا عاديين، بل كانوا جزءًا من طقوس دينية لها دلالات روحية أو سياسية في ذلك الوقت، تُعد هذه الطقوس دليلًا على مدى تعقيد المعتقدات الدينية والاجتماعية في حضارات الأنديز، وتُظهر كيف كان الدين والطقوس يمارسان دورًا حاسمًا في تنظيم المجتمع القديم، ولا تزال الأبحاث جارية لتحليل الحمض النووي للجثث لتحديد أصولهم، وهل كانوا من سكان المنطقة الأصلية أم من قبائل أخرى مجاورة، وهذا يفتح آفاقًا لفهم حركة الشعوب والتداخل الثقافي في تلك الحقبة.

من عمق التاريخ.. اكتشاف حذاء محفوظ منذ 2300 عام فى إسبانيا

كشف خبراء المتحف الأثري في أليكانتي فى إسبانيا، في اكتشاف أثري فريد من نوعه عن حذاء مصنوع من الإسبارتو يبلغ عمره نحو 2300 عام محفوظ بحالة استثنائية، في بقايا إحدى الفيلات الفينيقية، ويعتبر هذا الاكتشاف ليس مجرد قطعة أثرية، بل نافذة نادرة على الحياة اليومية لسكان هذه المدينة القديمة، حيث يكشف عن أساليبهم في المعيشة والأدوات التي استخدموها لحماية أقدامهم منذ أكثر من ألفى عام.

اكتشافات أخرى تكشف الحياة الفينيقية

وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أنه حتى الآن، كان معروفًا عن هذا الموقع المعابد والمصانع وورش العمل، لكن لم يكن هناك سوى القليل من المباني السكنية، و أظهرت الحفريات وجود أرضيات مدكوكة، مقاعد طينية، ومواقد، بالإضافة إلى أوانٍ منزلية من الفخار الفينيقي والإيبيري وأدوات أخرى مستوردة.
ويسمح الاكتشاف برؤية أحد عناصر حماية القدمين المستخدمة فى تلك الحقبة، والتى لم تتغير كثيرًا حتى اليوم فى موقع الاكتشاف، تُجرى حفرية أخرى قد تكشف التىي أسسها حنبعل باركا والتى دمرها الرومان أثناء الحرب البونيقية الثانية، وهو اكتشاف يمكن أن يتيح رؤية شوارع ومباني هذه المدينة الفينيقية.