سالاي بعد فوزه بالبوكر : أكتب عن الجسد والرجولة بقدر من الصدق المؤلم

الخميس، 13 نوفمبر 2025 06:00 م
سالاي بعد فوزه بالبوكر : أكتب عن الجسد والرجولة بقدر من الصدق المؤلم ديفيد سالاي الحاصل على البوكر

كتبت بسنت جميل

بعد فوزه بجائزة البوكر العالمية 2025، اجرى موقع الجارديان حواراً صحفيا مع الكاتب ديفيد سالاي  عن روايته الجسد، ووصفه الموقع قائلا: "بدا لنا كاتبًا في غاية اللطف والدماثة، رغم أنه ابتكر واحدة من أكثر الشخصيات غموضًا من الناحية الأخلاقية في الأدب المعاصر بإصدار روايته السادسة "لحم" التي تتناول صعود وسقوط مهاجر مجري في المملكة المتحدة لا تشبه أي شيء قرأته من قبل وإلى الحوار.

 

-غالبًا ما يوصف سالاي بأنه مجري-بريطاني، غير أن هذا الوصف أثار استياء الكنديين، يبلغ من العمر 51 عامًا، نشأ في إنجلترا، وتخرج في جامعة أكسفورد، ثم عاش في المجر خمسة عشر عامًا، ومما يزيد الأمر التباسًا أنه جاء من فيينا، حيث يعيش الآن مع زوجته وابنه الصغير جوناثان فما تفسيرك؟

قال الكاتب الحاصل على البوكر: " والدتي كندية، وقد ولدت في كندا، حيث انتقل والدي المجري قبل بضع سنوات، يمكن القول إنني كندي أكثر من كوني مجريًا، و خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يحدث تغييرات عميقة في نفسية هذا البلد"

 

-لسنوات عديدة، حظي بإشادة النقاد باعتباره كاتبًا للكتاب، ففي عام 2013، اختير ضمن قائمة مجلة غرانتا لأفضل الروائيين البريطانيين الشباب، وكان هناك دومًا شعور بأنه يستحق أن يعرف أكثر، وخلال الاثني عشر شهرًا الماضية، رزق بمولود جديد وفاز بجائزة بوكر، ليست هذه أول مرة يحضر فيها حفل بوكر، ففي عام 2016،  رشح لجائزة بوكر عن كتابه كل ما هو الإنسان، وهي مجموعة قصص مترابطة عن رجال من مختلف الأعمار في أنحاء أوروبا، أثارت الجدل حول ما إذا كانت تعد رواية أم لا فما شعورك كفائز بالبوكر؟.

 

وأوضح سالاي: "كانت أمسية مرهقةً للغاية، هذه المرة قررت أن أُنوم نفسي مغناطيسيًا لأقنع نفسي بأنني لن أفوز ربما نجحت في ذلك أكثر مما ينبغي! كنت هادئًا على نحو مريب  وعندما حدث الأمر بالفعل، صدمت قليلًا".

 

-ولدت رواية لحم من فشل مشروعٍ سابق عمل عليه أربع سنوات، هل يعود ذلك جزئيًا إلى الضغط الذي تلا النجاح النقدي؟

أشار سالاي، إلى أن: "الفكرة الرئيسية كانت خاطئة، كتبتُ 100 ألف كلمة قبل أن أتخلى عنها نهائيًا، شعرت بارتياحٍ هائل، وقلقٍ في الوقت ذاته، لأنني مضطر للبدء بشيء جديد فالتخلي عن كتابين متتاليين بسرعة كان سيبدو أمرًا قاتلًا بالنسبة لي" وتابع: "أردت أن أكتب رواية تمتد بين إنجلترا والمجر لتعكس شعوري بأني محاصر عاطفيًا بين البلدين. كما أردت الكتابة عن الوجود المادي. إنه جزء من كل قصة، لكنه نادرًا ما يكون هو الفكرة المحورية.

 

-فتح ملف "وورد" جديدًا وكتب عنوانًا مؤقتًا: "لحم" بدا العنوان غير أدبي لكنهم اتفقوا في النهاية على أنه يناسب القلق السائد في الرواية وانشغالها الأساسي بالجسد، الفصل الافتتاحي الذي لا ينسى كان أول ما كتب يعيش إستفان، فتى في الخامسة عشرة من عمره، في بلدة مجرية صغيرة مع والدته العزباء تغويه جارة في الثانية والأربعين، وينتهي شجار مع زوجها بكارثة، كنتُ سأقرأ الفصل الثاني بالتأكيد، ففكرت: كيف يمكن تجاوز هذا الحدث ثم تتسارع الأحداث. يقضي إستفان وقتًا في مركز احتجاز للأحداث، ثم يخدم في الجيش المجري في حرب العراق. كلا الحدثين يحدثان خارج المسرح، حين نلقاه مجددًا، يعمل بوابًا في نادٍ ليلي بلندن، ثم سائقا لرجل ثري على نحوٍ فاحش، قبل أن يصبح هو نفسه ثريًا.وتابع سالاى، "لم أرغب في أن أكون جبانا، ولا في أن أتهرب من مواجهة التطرف أو المآسي  تخيلت الرواية كمأساة يونانية حديثة، حيث يجب أن يمر البطل بمحنة قاسية ليصل إلى لحظة التطهر".

 

-موضوعاتك التي صقلتها عبر ست روايات وخمسة عشر عامًا، هى الرجولة: ما الذي يعنيه أن تكون رجلاً اليوم، بكل ما يرتبط به من عنف وجنس ومال؟

قال سالاي: "كانت إحدى المجازفات في هذا الكتاب أن أكتب عن الجنس من منظور ذكوري محدد جدًا، محاولًا أن أكون صادقًا قدر الإمكان، من الصعب جدا، كما هو معروف، الكتابة عن الجنس، حاولت أن أكتب عنه بواقعية قدر الإمكان".

ويضيف: "الجنس والغضب تجربتان غير لفظيتين إلى حد بعيد، وهو ما يجعل نقلهما في عملٍ أدبي تحديًا كبيرًا، إذ يتعين عليك التعبير عن كل شيء بالكلمات – ما لم تترك الصفحة بيضاء".

 

-"لم تستخدم كلمة "حسنًا" بهذا التكرار في أي عمل أدبي من قبل"، يقول سزالاي مبتسمًا: "كان ذلك عنصرًا أساسيًا في بناء الشخصية، لم أرد أن أقدم شخصية تكشف عن نفسها للقارئ بشكلٍ مباشر أو موثوق، النتيجة هي واقعية قاسية تجمع بين المأساوية والسخرية في آنٍ واحد.
 

ويختم قائلًا: "لم أكن أعرف كيف سيتلقى الناس الكتاب، لكني فخور بأنه لامس قلوبهم بهذا الشكل"




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب