كشفت دراسة أجراها باحثون بجامعة موناش الاسترالية، أن انخفاض الهرمونات الذى يحدث عند انقطاع الطمث، لا يرتبط بزيادة خطر المضاعفات لدى النساء المصابات بالتصلب المتعدد.وبحسب موقع "Medical xpress"، نقلا عن مجلة JAMA Neurology ، يعد التصلب المتعدد مرض مناعي ذاتي مزمن وعصبي تنكسي يؤثر على الجهازين المناعي والعصبي، و يصيب النساء أكثر بثلاث مرات من الرجال، الأمر الذى يستدعى دراسة تأثير هذا المرض على النساء تحديدا بمختلف مراحلهن العمرية.
قال المؤلف الباحث الرئيسى للدراسة فيليا جوكوبايتيس، إنه حتى الآن ظل تأثير انقطاع الطمث على مسار مرض التصلب العصبي المتعدد غير واضح، موضحا أنه عادة ما تتفاقم إعاقة التصلب المتعدد لدى الرجال والنساء على حد سواء مع تقدم الأشخاص في السن، مع حدوث تحول ملحوظ في حوالي سن الخمسين، وهو أيضًا في سن انقطاع الطمث بالنسبة لمعظم النساء.
خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، تتقلب مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون لدى النساء بشكل كبير، قبل أن تنخفض مستوياتهما بشكل ملحوظ عند انقطاع الطمث، في هذه الدراسة، كان السؤال عما إذا كان فقدان الهرمونات الجنسية عند انقطاع الطمث قد يكون سببًا لتفاقم التصلب المتعدد لدى النساء في منتصف العمر.
شملت الدراسة ما بين 74 و148 امرأة بعد انقطاع الطمث، خضعن للدراسة على مدى فترات طويلة، والتى توصلت إلى أن انقطاع الطمث لا يرتبط بزيادة خطر تراكم الإعاقة لدى النساء المصابات بالتصلب المتعدد، لذا، فإن الزيادات في المضاعفات التي تحدث عند سن الخمسين لا تعود مباشرةً إلى انقطاع الطمث، بل يرجح أنها ناجمة عن عمليات شيخوخة أخرى تؤثر على جميع الأشخاص بغض النظر عن جنسهم.
استخدمت الدراسة بيانات من MSBase Registry، وهو أكبر سجل للنتائج السريرية للتصلب المتعدد في العالم، ،والذي يتابع أكثر من 120 ألف شخص مصاب بالتصلب المتعدد في جميع أنحاء العالم ويقع مقره في قسم علوم الأعصاب بجامعة موناش.
كما راقبت الدراسة 987 امرأة أسترالية مصابة بالتصلب المتعدد، من بينهن 404 (40%) عانين من انقطاع الطمث، وتمت متابعتهن في المتوسط لمدة تزيد قليلاً عن 14 عامًا.
قالت الدكتورة فرانشيسكا بريدج، الباحثة بالدراسة، إن النتائج يجب أن تطمئن النساء المصابات بالتصلب المتعدد في مرحلة انقطاع الطمث، وأطبائهن، بأنها لن تجعل مرض التصلب المتعدد أسوأ، كما أن النتائج مهمة بشكل خاص للأطباء بما في ذلك أطباء الأعصاب، الذين سيتمكنون الآن من تقديم نصائح مطمئنة لمريضاتهم بأن انقطاع الطمث لن يؤدي إلى تفاقم إعاقتهم الناجمة عن التصلب المتعدد بشكل أسرع.
وأوضحت أن الانتقال إلى مرحلة انقطاع الطمث كان تحديًا على أي حال، مع أعراض تشمل الهبات الساخنة، ومشاكل الذاكرة، واضطراب المزاج، وخلل في وظائف البول، والتي قد تتداخل مع أعراض مرتبطة بالتصلب المتعدد الموجودة مسبقًا.