منذ أن اكتشف الانسان الذكاء الاصطناعى، وهو يقوم بتطويره يوما بعد يوم، ليناسب العصر الجديد، وليخدم مصالحه، وسخر جميع الاكتشافات في صالح زيادة الإنتاجية، ولراحة الانسان، حتى وصلنا إلى العام 2200، أي ما يقدر تقريبا بـ 250 عاما من اكتشاف الذكاء الاصطناعى، حيث ظهرت قوانين ودساتير ولوائح منظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعى، تحكمه من أجل السيطرة عليه.
الاحصائيات والتقارير العالمية، أثبتت أن كثيرا من الناس تقل انتاجيتهم أثناء الصيام، مما أدى إلى استبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعى والانسان الآلى، الذى أصبح يدخل في أي شيء وفى كل شيء، فاستقرت الشركات العالمية الكبرى على الاستعانة بالروبوت طوال شهر رمضان، لضمان استمرار نفس النتاجية، وهو النهج الذى سارت عليه بقية الشركات الصغرى، حتى أصبح هذه الموضة هي السائدة، بل ووجد الصائمين في هذا الأمر راحة وفراغ، فما أن يأتي الشهر الكريم، حتى يلزمون البيوت، وتحل أجهزة "الروبوت" محلهم.
استمر هذا النظام لسنوات طويلة، حتى بدأت الشركات الكبرى تفكر فى الاستعانة بالذكاء الاصطناعى طيلة العام، كونه أرخص في التكلفة.
تسرب الخبر إلى عموم الموظفين والعمال الصغار، فاقترح البعض ضرورة العودة إلى العمل، حتى في شهر رمضان، ورغم المعارضة العنيفة، إلا أن الموظفين عادوا مجبرين للعمل في شهر رمضان خوفا من فقد وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعى.
لم يألف الموظفون العمل في نهار رمضان، ولم يعتادوا بذل المجهود في الصيام، فكثرت المشاكل والأزمات والشجارات، ولكن أمام ذلك، تولد لدى البعض إحساسا بالألفة والتقارب والانصهار مرة أخرى، فبدأ الإحساس بالأمان يتسرب لنفوس العاملين، وتيقنوا أن ابتعادهم عملهم في شهر رمضان هو الثغرة التي سينفذ من خلالها الذكاء الاصطناعى للإطاحة بهم، وأن العمل حتى في ساعات الصيام المرهقة، هو الضمان الوحيد لاستمرارهم في وظائفهم ولأمانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة