محمد أحمد طنطاوى

احذروا من إشاعة اليأس والإحباط "2 -2"

الثلاثاء، 30 أغسطس 2022 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"المقاتل الجيد يحصن نفسه ضد الهزيمة، ومن يصل ميدان المعركة أولاً وينتظر العدو، سيصبح أكثر استعداداً للقتال" هذه كلمات "سون تزو" الفيلسوف الصيني الشهير، ومؤلف كتاب "فن الحرب"، يتحدث فيها عن أهمية اليقظة والبصيرة والاستعداد في تحقيق النصر، وأظن أن ما تفعله الدولة في الوقت الراهن من جهود لتأمين احتياجات المواطنين من السلع والخدمات الأساسية أمر يستحق الدعم والإشادة، ويقودنا لا محالة إلى تجاوز الأزمة الراهنة، حتى وإن حاول البعض التشكيك، أو إثارة اليأس والإحباط، فما يحدث على الأرض خير دليل لما يبذل من جهود.

ما لا يفهمه العامة، والسواد الأعظم من المجتمع المصري، أن العالم يعيش أزمة اقتصادية معقدة ومتعددة الأبعاد لم يشهدها منذ نصف قرن تقريباً، ولا يعلم أحد قاع هذه الأزمة حتى الآن، وما يتم من حلول ليس أكثر من اجتهادات ومحاولات، فلا يوجد إجراء صريح يمكن اتخاذه لتنتهي الأزمة، وليس هناك سقف زمني واضح يؤشر على انتهائها أو تراجع تأثيراتها، لذلك يجب أن يعرف الجميع أن العالم كله يعيش الأزمة، وأن مصر ليست في وضع فريد، كما يحاول البعض الترويج أو "الفتي" ليلاً ونهاراً دون دراية أو وعي.

جزء من نشر الإحباط في المجتمع أن يتحول 100 مليون مواطن إلى خبراء اقتصاد بين عشية وضحاها، الكل يتحدث عن سعر الجنيه في مقابل الدولار، الكل يحركه صعوداً وهبوطاً دون سند، الكل يتحدث عن أدوات استثمارية دون أن يملك الأرقام أو النتائج أو الدراسات الصحيحة التي تثبت صحة ما يطرح، لكن الغالب الشائع هو شهوة الكلام والحديث في كل ما يخص الأوضاع الاقتصادية، وهذا بالطبع يؤثر على صانع القرار ويضعه تحت ضغوط، لذلك رفقاً بمصير هذا البلد وتحلوا بالصمت حتى تتحرك السفينة إلى مراسيها بأمان.

"لراحة بالك لا تحاول أن تفهم كل شيء"، وليام شكسبير، الروائي والأديب الإنجليزي الشهير، وفى الأمثال العامية المصرية الشهيرة يقولون "ادى العيش لخبازه"، فلماذا ننشغل بما لا يخصنا مباشرة، ولا نترك الأمور الفنية المتخصصة لأصحابها، ونثق في كل ما تتخذه الدولة من خطوات، دون أن نتحول إلى خبراء ومصدر لكل فتوى، فهذا سبب أساسي في نشر حالة اليأس والإحباط التي أتحدث عنها، لاسيما أن كل ما نسمعه ليس بالضرورة صحيح.

أظن أن الأمور بمصر تسير في طريقها الصحيح، رغم الصعوبات والعقبات التي تتجدد يوماً بعد الآخر، وعليك عزيزي القارئ تبني منطق أن مشكلاتك لن يحلها سواك، والحلول تبدأ وتنتهى من حيث تفكر، لذلك حاول أن تجد طرقاً مختلفة للتعامل مع الأزمة، اجتهد في العمل ولا تلتفت للشائعات، حاول أن تقلل نفقاتك بالصورة التي تستطيع معها الوفاء بالتزاماتك، المنتجات والسلع غالية الثمن تخلي عنها ببدائل محلية، وحاول أن تتخلص من كل مظاهر اليأس والإحباط التي يثيرها البعض بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فلا أجد مرضاً أكثر عدوى من اليأس والإحباط.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة