تاريخ المقاهى فى مصر.. "اللواء" مقهى رجال الحركة الوطنية وملتقى الصحفيين

الأحد، 01 مايو 2022 09:00 ص
تاريخ المقاهى فى مصر.. "اللواء" مقهى رجال الحركة الوطنية وملتقى الصحفيين صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة كبيرة من الارتباط لدى المصريين تربطهم بالمقاهى المنتشرة فى شوارع وميادين المحروسة، يملكون فيها الكثير من الحكاوى، يستلهمون من جلساتها المتعددة حكاويهم، وتتنوع ثقافتهم باختلاف مرتاديها، لها طابعها المختلف وتاريخها الخاص، فهى شاهدة على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية مهمة فى تاريخ البلد، وبخاصة فى التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، أصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثاني.
 
على بعد أمتار من مقر جريدة الأهرام القديم بـ "باب اللوق" كان "مقهى اللواء" والذى اشتهر بأنه ملتقى السياسيين والأدباء وفحول الظرفاء وغيرهم من الصحفيين والمطربشين والمعممين وقد اكتسبت اسمها وشهرتها من جريدة اللواء التى كان يصدرها الزعيم الوطنى "مصطفى كامل" زعيم الحزب الوطني.
 
وقد اختفى هذا المقهى حالياً وبني مكانه "عمارة اللواء" التى تشغى بعيادات الأطباء ومكاتب المحاميين ورجال الأعمال والبعض من الصحفيين العاملين بجريدة الأهرام المجاورة قبل انتقالها إلى مبناها الجديد بشارع الجلاء.
 
كان من بين نجوم مقهى اللواء على كامل شقيق مصطفى كامل والشيخ عبد العزيز جاويش ومحجوب ثابت والشيخ حلمى طومارة وحفنى محمود باشا وزير المواصلات وأنطوان الجميل صاحب جريدة الأهرام، ومن الشعراء كامل الشناوي وعبد الرحمن الخميسي ومصطفى حمام وعبد الحميد الديب ودسوقي أباظة والضاحك الباكي فكرى أباظة باشا والظريف الثري محمد البابلى، إلى جانب عبد الحليم الغمراوي مندوب الأهرام لدى القصر الملكي ورئاسة الوزراء، وهو قد أقسم على ألا يخلع الطربوش عن رأسه حتى تتحرر البلاد من الاستعمار البريطاني.
 
كما يذكر أن مقهى اللواء كان مكان التقائهم بالصحفيين خاصة كبار محرري جريدة الأهرام، التي كان مبناها القديم مواجهاً للمقهى، فقد كانوا يتركون مكاتبهم ويحررون الجريدة على الموائد، حيث تسمع وتصنع الأخبار، ويشار إلى أن محمود أبو الوفا قد كتب أشهر قصيدة هجاء في الغرابلي باشا وزير الأوقاف، وقبض ثمناً لها عشرة جنيهات بالتمام والكمال- وهو جالس في المقهي - والأكثر من ذلك أن رواد المقهى اتفقوا مع "فليكس سدارس" صاحب سكة حديد حلوان، على استئجار قطار ينقلهم من باب اللوق إلى حلوان، بعد قضاء سهرتهم التي كانت تستمر في القطار نفسه حتى الصباح، ومن ألمع شخصيات مقهى "اللواء" الدكتور محمود عزمى الصحفى الشهير، الذي أنشأ قسم الصحافة في كلية الآداب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة