حالة كبيرة من الارتباط لدى المصريون تربطهم بالمقاهى المنتشرة فى شوارع وميادين المحروسة، يملكون فيها الكثير من الحكاوي، يستلهمون من جلساتها المتعددة حكاويهم، وتتنوع ثقافتهم باختلاف مرتاديها، لها طابعها المختلف وتاريخها الخاص، فهى شاهدة على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية مهمة فى تاريخ البلد، وبخاصة فى التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، أصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثاني.
واحدة من أهم العادات الاجتماعية التي امتازت بها مصر منذ قرون هي "المقاهي" مع اختلاف أشكالها، فكانت حاضنة للثقافة الشعبية إلى يومنا هذا، وتحظى طوال أيام السنة بحضور ويتزايد مع شهر رمضان.
وقد أثرت هذه البنية الثقافية الاجتماعية تأثيرا مباشرا على المجتمع، وعلى الحالة الثقافية والابداعية للفنون واشكالها ورموزها الرائدة، مع صعود بعض المبدعين، لا سيما في عالم الأدب والكتابة والشعر والمسرح.
كانت تستخدم كأماكن لأداء الموسيقى والرقص والمسرح وأعمال الأدب والفنون التي ولدت داخلها، بالإضافة إلى الاحتفالات الدينية مثل الموالد، واعتبرت هذه الفنون المصرية فى مجموعها جزء من التراث الشعبي المنقول.
ومن هذه الفنون على سبيل المثال لا الحصر، فن "القافية" الذي كان لعب على الكلام بين شخصين يبدأ أولهما الحوار والآخر يسأل "اشمعنى"، وبعد ذلك يقرأ الآخر مونولوج شعري ترافقه "الربابة" وفي بعض الأحيان "الطبلة"، وكذلك "الأدباتية" وهو أيضا في شكل مونولوج بصوت الفنان تبدأ دائما مع نفس السطر، ومن أشكال الفن يسمى "خيال الظل" الذي يتألف من تلاوة روايات وهذا الشكل الفني هو رائد السينما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة