حكايات بيت النبوة.. ماذا فعلت السيدة نفيسة فى جنازة الإمام الشافعى

الإثنين، 18 أبريل 2022 04:00 م
حكايات بيت النبوة.. ماذا فعلت السيدة نفيسة فى جنازة الإمام الشافعى حكايات بيت النبوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على طول الزمان، آل بيت المصطفى هم منبع زاخر يمد البشرية بحوائجهم وييسر لهم عبور المسالك الصعبة، سواء قبل انتقالهم إلى الدار الآخرة أو بعد انتقالهم، فقبل انتقالهم إلى دار الآخرة يشاركون المحبين والمريدين همومهم ويقودونهم إلى بر الأمان، ويمنحونهم بركاتهم التى منحها الله عز وجل لهم، وبعد الممات تتحول مقاماتهم إلى روضة من رياض الجنة بها الراحة والسكينة التى يلجأ إليها كل عائل ومحب لهم، ومن آل البيت الذين أزخروا الحياة بكرامتهم، السيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها بنت الحسن بن زيد الأبلح بن الحسن بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
 
تحدثنا فى الحلقة السابقة من سلسلة حلقات «بيت النبوة» عن قصة حياة السيدة نفيسة وزواجها وقدومها إلى مصر، ولكن فى هذه الحلقة سنتحدث عن وصية الإمام الشافعى لها.
 
أفاض الله على أهل مصر بنور جديد، بقدوم الإمام الشافعى إليها بعد خمس سنوات من قدوم السيدة نفيسة إليها، الذى تعرض فى البداية إلى محنة مع العلماء عندما قالوا عليه هذا فقيه جاء من العراق، جاء إلى مصر ويقول إنه فقيه وتعلم العلم ومن تلاميذ الإمام مالك، حدث بينه وبين العلماء مشادات ومناظرات ولجأ البعض إلى اضطهاده لكن كانت السيدة نفيسة هى العون والسند له، وكانت لها الفضل عليه وتعلم منها الكثير، دأب على زيارتها ويأخذ عنها الفقه والحديث ويقرأ عليها ويسألها فيما يستغلب عليه، فكان يمر عليها وهو فى طريقه إلى حلقات درسه فى مسجد الفسطاط، وهو فى طريق عودته إلى داره كان يصلى بها صلاة التراويح خلال شهر رمضان الكريم فى بيتها، ولا يكف أن يسألها الدعاء كلما التقاها.
 
عندما اشتد المرض على الإمام الشافعى أرسل رسولا إلى السيدة نفيسة لكى تدعو له بالشفاء فقالت: «رحم الله الشافعى كان يحسن الوضوء»، فأيقن حينها الشافعى أنه سيلاقى ربه، فأوصى أن الذى سيصلى عليه هى السيدة نفيسة رضى الله عنها وأرضاها، وفى 204 هجريا صعدت روح الإمام الشافعى إلى بارئها، ومر المشيعون بجنازته على دار السيدة نفيسة لتصلى عليه، فصلت عليه تنفيذا لوصيته.
 
 قضت السيدة نفيسة رضى الله عنها 16 عاما فى مصر حتى أصابها المرض فى شهر رجب سنة 208 من الهجرة، وجاء شهر رمضان وظل المرض يشتد ويقوى وأقعدها عن الحركة، فأحضروا لها الطبيب وأمرها بالإفطار فقالت: «واعجبا، منذ ثلاثين عاما أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة، أأفطر الآن، هذا لا يكون»، ثم راحت تقرأ من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى: «لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون»، لتكون آخر ما قرأت من كتاب الله وصعدت روحها إلى بارئها.
 
:









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة