ناقشت القمة العالمية للحكومات 2022 المنعقدة فى دبى بمشاركة 4000 شخصية من مختلف دول العالم، العديد من المحاور المهمة بما فيها تعزيز جهود السلام والتعافى الاقتصادى، ووضع أنظمة أفضل للرعاية الصحية، وكيفية تحقيق شراكات دولية وصولا للسلام العالمى .
وأكد المشاركون في المنتدى أن خدمات الرعاية الطبية المستقبلية والأجهزة الذكية لن تؤثر على الموارد البشرية، بل ستتكامل معها، مشيرين إلى أن حرص حكومات العالم في كافة مجالات التطوير تركز أولاً على العنصر البشري في المقام الأول.
تعزيز جهود السلام
من جانبه أكد أنطونيو جوتيريس، أمين عام الأمم المتحدة، أهمية تعزيز الجهود والشراكات الدولية لضمان السلام العالمي، وقال خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات 2022 : "في زمن يبدو فيه تحقيق أهداف التعافي عالمياً بعيد المنال، وسط العديد من التحديات، تبرز الحاجة لدعوة الحكومات من أجل الخير العالمي المشترك"نحن في العائلة العالمية في الأمم المتحدة نولي الأولوية اليوم للسلام في أوكرانيا، حيث تمتد عواقب الحرب لتؤدي لأزمة اقتصادية واجتماعية حول العالم، ستشمل عواقبها ملايين الأشخاص".
وتابع: "هناك تحديات كثيرة أخرى تتطلب منا بناء الثقة والحوار والاعتماد على الدبلوماسية والمساواة لمواجهة "كوفيد 19" والأزمة المناخية"، مؤكداً أهمية أن تستثمر الحكومات في شعوبها بالتعليم وخلق فرص العمل والتدريب ومواكبة الاقتصاد المتغير بسرعة وضرورة الربط الرقمي لنتمكن من الاستفادة من الابتكارات الجديدة كل يوم.
وأضاف: "العالم يجتمع في إكسبو 2020 دبي تحت مظلة القمة العالمية للحكومات، التي دأبت على جمع الأطراف العالمية من أجل الحديث عن المستقبل، واستجابة الحكومات لاحتياجات شعوبها في فترة صعبة من التاريخ يسودها نقص الأمل في ظل النزاعات".
وأكد الأمين العام أنه على الحكومات إصلاح النظام المالي العالمي لمساعدة الدول النامية على تحقيق التقدم المطلوب، والعمل على الهندسة المالية العالمية، ودعم البنوك التي تمول التنمية حول العالم، وقياس خطوات التقدم المنجزة.
وقال: "أدعو الحكومات وخاصة الدول المتقدمة، لتحقيق العدالة في النظام المالي العالمي كي تستفيد منه كافة الشعوب، وعلى الحكومات دعم العمل لمواجهة التغير المناخي، لأن الانبعاثات وصلت لأعلى مستوياتها التاريخية، والفرصة باتت تتقلص بسرعة أمام ضمان مستقبل جيد لأجيال المستقبل.
وأضاف جوتيريس: "لا بد من دعم الدول النامية لتطور بنياتها التحتية الرقمية، وتوظيف الابتكارات الجيدة والطاقة النظيفة، وعلى الدول المتقدمة التعهد والوفاء بخفض بصمتها الكربونية، وعلينا اغتنام فرص التعافي وإيجاد حلول لما فيه خير الشعوب وكوكب الأرض والسلام العالمي.
أنظمة الرعاية الصحية
ومن جهة ثانية، أكد المشاركون في منتدى الصحة العالمي الذي نظمته القمة العالمية للحكومات 2022 تحت عنوان "تصميم مستقبل الرعاية الصحية" أن مستقبل الرعاية الصحية تحدد بشكل أوضح مع تداعيات جائحة كوفيد – 19، وكيفية تعامل الدول معها، حيث تبين أن سرعة التطور العلمي قادرة على تطوير خدمات صحية تحد من آثار الأمراض سواء الحالية أو المستقبلية، بما فيها الأمراض الخطيرة مثل السرطان، والسكري، والجلطات القلبية، والدماغية.
وتضمن جدول المنتدى مجموعة من الجلسات شملت جلسة "مستقبل المرونة في أنظمة الرعاية الصحية"، التي شارك فيها عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وجلسة أخرى تحت عنوان "الاستثمار في مستقبل رفاهية الإنسان"، كما شهد المنتدى جلسة عقدت تحت عنوان "الرقمنة في تقديم الرعاية الصحية - الواقع الجديد"، وجلسة تحت عنوان " الرعاية الصحية ومستقبل رأس المال البشري"، وجلسة أخرى تحت عنوان" إعادة هندسة أنظمة المناعة عبر تكنولوجيا الجيل القادم، كما شهد المنتدى جلسة ختامية كشفت التوجهات المستقبلية للأجهزة الطبية وخدمات الرعاية الصحية، تحت عنوان "تصميم مستقبل الطب والصحة: رؤية للخمسين عاماً القادمة".
وأوضح عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن تمكين الخدمات الصحية المستقبلية والأنظمة الذكية هي واحدة من أولويات الوزارة، مشيراً إلى أن هذه الأولويات تستند إلى الرؤية الوطنية لدولة الإمارات، في إطار عملية التنمية المستدامة.
وأكد المكانة العالمية الرائدة للدولة في المجالات المعنية بجودة الحياة، والخدمات الصحية، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في الرعاية الطبية.
ومن جانبه توقع الدكتور دانيال كرافت، رئيس فريق التحالف ضد الأوبئة في XPRIZE ومؤسس ورئيس برنامج "Medicine Exponential"، ظهور تقنيات حديثة في المستقبل القريب سيكون بإمكانها توقع الأمراض والمساعدة في الوقاية منها. مشيراً إلى أن حجم التطبيقات الطبية الذكية بلغت مستويات متقدمة جداً، وهذا مؤشر المستقبل الذي ينتظرنا في هذا المجال.
وقال كرافت: "التكنولوجيا الرقمية ستأخذ في المستقبل شكلاً قد يبدو للبعض أنه مجرد حلم، ولكن أؤكد لكم أنه في المستقبل القريب سيكون بإمكان الأطباء وخبراء الرعاية تحليل الأمراض حتى عبر الصوت البشري، وكذلك اجراء عمليات جراحية وتشخيص الأمراض دون الحاجة إلى مغادرة المنزل أو المكتب. لافتاً إلى أن كمية التقنيات التي ظهرت بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا ساعدت على تحسين الامتثال للرعاية والعلاج، كما ساهمت هذه التطبيقات أيضاً في تكوين قاعدة بيانات صحية تمكَن من توفير خدمات طبية وصحية فعالة، للشخص ذاته وللمستشفيات وللمصادر المهتمة بجمع البيانات المتعلقة بالأمراض".
لابديل عن الاتحاد
وعلى صعيد متصل، أكد جيون هاي تشول، وزير الداخلية والسلامة الكوري أهمية التعاون الدولي وتعزيز الشراكات العالمية، والعمل معاً لمواجهة التحديات العالمية، وإيجاد حلول لها في وقت بدأ فيه العالم يتعافى من تأثير الجائحة، وتداعياتها وتأثيراتها السلبية على المجتمعات، وأكد ألا بديل عن التعاون الدولى لمجابهة التحديات الحالية.
وأوضح، في كلمته ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2022، أن تأثير الجائحة وتطبيق التقنيات الرقمية الجديدة في مختلف تخصصات العمل الحكومي يؤسس لعهد جديد للحكومات يتم فيه معالجة القضايا الرئيسية والتحديات الراهنة والمستقبلية من خلال التعاون الوثيق وتعزيز الشراكات على المستويين المحلي والدولي.
وعرض تجربة الحكومة الكورية مع التعامل مع كوفيد-19، حيث استجابت بسرعة لتأثير الجائحة باستخدام التكنولوجيا الرقمية والتنسيق المباشر مع الحكومة المحلية والشركات الصغيرة للوصول بالخدمات الحكومية إلى السكان وتوفير حلول مبتكرة لتحديات انقطاع أو تضرر سلاسل التوريد، وصولاً إلى تنظيم توزيع المستلزمات الطبية ومعدات الحماية الشخصية ضمن جهود التصدي للجائحة التي أثرت على الاقتصادات والمجتمعات حول العالم.
وقال الوزير الكوري: "يحقق التحول الرقمي وتكنولوجيا النانو تأثيراً واسعاً على طرق العمل التي يمكن للحكومات اعتمادها في المستقبل، وينتج فاعلية أكبر في الوصول إلى الجمهور، لتفيد مجتمعات المستقبل على نحو غير مسبوق"، وأضاف "أجرينا في كوريا جلسات تفاعل مع الجمهور على نطاق واسع للاستماع لأفكار قابلة للتنفيذ، ويمكن تطبيقها في سياسات الحكومة المستقبلية. تلقينا 12,000 فكرة من الجمهور، ونفذنا العديد منها".
وأضاف جيون هاي تشول: "ملتزمون بنظام حكومي مفتوح يتضمن الحكومات المحلية والمؤسسات وعامة الناس، كونهم محور تركيز التحديات الحكومية المستقبلية، ونريد ضمان أن تشمل الخدمات الحكومية الجميع بحيث تؤدي الحكومة المفتوحة والعمليات اللامركزية إلى ضمان شمول كل ما نفعله اليوم وفي المستقبل للجميع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة