المكملات الغذائية، أحد أهم القطاعات الدوائية التي حققت مبيعات خيالية خلال الفترة الماضية، وجنت أرباح مليارية، منذ أواخر العام 2018 حتى يومنا هذا، نتيجة جائحة كورونا العالمية، والوصفات الطبية، التي لا تخل منها، ما بين الزنك وفيتامين سي، وأوميجا 3، حتى أصبحت داخل كل بيت مصري، تحت مسمى تقوية وتنشيط المناعة، بل أصبحت أغلب الأنواع المشهورة لهذه المكملات غائبة عن الصيدليات، وتأتى بالطلب فقط من المعارف أو الأقارب والأصدقاء، نتيجة زيادة حجم الطلب عليها.
لا أعلم هل هناك اتفاقات مسبقة بين شركات الأدوية الكبرى التي تنتج المكملات الغذائية والأطباء خلال الفترة الماضية، فلن تجد طبيب واحد يتجاهلها في "الروشتة"، خاصة الأنواع غالية الثمن والمستوردة منها، لتصبح معدلات السحب غير مسبوقة، في حين أن النتائج المرجوة أو المأمولة لا تختلف كثيراً، فيروس كورونا ينتشر ويصيب من يصيب، ويتحور وينتج عنه أشكال جديدة أقوى أو أضعف، ومع ذلك تظل المكملات الغذائية دون فائدة واضحة إلا لأصحاب شركات الأدوية والتحالفات العالمية التي باعت بمليارات الدولارات.
الإسراف في تناول المكملات الغذائية والفيتامينات قد يكون له أضرار كبيرة على عمل الكلى والكبد، خاصة مع سوء الاستخدام، بالإضافة إلى تداخلها مع عمل بعض الأدوية، وهذا قد يؤدى إلى آثار جانبية سلبية لمستخدمها، كما ترصد المواقع الطبية المتخصصة، بالإضافة إلى اتجاه البعض للحصول عليها دون اختبارات أو تحاليل دقيقة تؤكد حاجته لها من عدمه، كأن تكون نسب الحديد في الدم مرتفعة وجيدة تماماً، ثم يستخدم المريض أدوية وفيتامينات من شأنها أن ترفع نسب الحديد، لذلك يجب أن يكون تناول المكملات الغذائية محسوب ومدروس من قبل الطبيب المعالج والمريض، ولا يحصل المريض عليها إلا بعد تحاليل دقيقة تثبت حاجته الفعلية، دون أن يكون الأمر له علاقة ببروتوكولات علاج كورونا أو وصفات اعتاد الأطباء كتابتها للمرضى.
أغلب الكتابات العلمية، ومشاهير الأطباء، يؤكدون أن الحصول على الفيتامينات والمعادن من الخضروات والفاكهة والأكلات الصحية أفضل بكثير من الحصول عليها عن طريق الأدوية، لذلك يجب أن نتوقف عن استهلاك المكملات الغذائية بالصورة الشرهة التي نحن عليها الآن، لما قد يكون لها من آثار جانبية سلبية على الصحة العامة، وأضرار على المؤشرات الحيوية للجسم، فعلى سبيل المثال، يسبب الإفراط في تناول فيتامين سي، الذي يتعاطاه البعض صباحا ومساء، ظنا أنه سيمنحه مناعة فولاذية، حصوات في الكلى، ومشكلات في الجهاز الهضمي، لذلك علينا الحذر الواجب من الاستمرار في تناول هذه الفيتامينات بصورة قد تشكل أضرار مستقبلية على صحتنا.
يجب أن يكون الرهان على وعى المريض أولا في قضية المكملات الغذائية، من حيث استخدامها أو حجم استهلاكها، خاصة أنها ليست "بونبون" كما يتصور البعض، بل هي مواد تدخل فيها عناصر كيميائية، قد تؤثر على صحة الجسم مع سوء الاستخدام، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى شروط وضوابط في حفظها وسلامتها، وتتأثر بمستويات الحرارة والرطوبة في الجو، فقد تفسد أو تتغير خواصها حال تعرضها لسوء التخزين، مع العلم أن أغلب هذه المكملات تحتوي على أقراص وحبوب بأعداد كبيرة قد تكفي لعدة أشهر أو ربما عام كامل، لذلك وجب الحذر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة