لم تمر سنة 44 هجرية بسهولة، حيث فقد المسلمون عددا من المشاهير منهم أم المؤمنين حبيبة بنت أبى سفيان، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير "وفى هذه السنة توفيت أم حبيبة بنت أبى سفيان أم المؤمنين".
واسمها رملة أخت معاوية، أسلمت قديما، وهاجرت هى وزوجها عبد الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فتنصر هناك زوجها وثبت على دينها رضى الله عنها، وحبيبة هى أكبر أولادها منه ولدتها بالحبشة، وقيل: بمكة قبل الهجرة، ومات زوجها هنالك لعنه الله وقبحه.
ولما تأيمت من زوجها بعث رسول الله ﷺ عمرو بن أمية الضمرى إلى النجاشى فزوجها منه، وولى العقد خالد بن سعيد بن العاص، وأصدقها عنه النجاشى أربعمائة دينار، وحملها إليه فى سنة سبع.
ولما جاء أبوها عام الفتح ليشهد العقد دخل عليها فثنت عنه فراش رسول الله فقال لها: والله يا بنية ما أدرى أرغبت بهذا الفراش عنى أم بى عنه؟
فقالت: بل هو فراش رسول الله، وأنت رجل مشرك.
فقال لها: والله يا بنية لقد لقيت بعدى شرا.
وقد كانت من سيدات أمهات المؤمنين، ومن العابدات الورعات رضى الله عنها.
قال محمد بن عمر الواقدي: حدثنى أبو بكر بن عبد الله بن أبى سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عوف بن الحارث، قال:
سمعت عائشة تقول: دعتنى أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر.
فقلت: يغفر الله لى ولك ما كان من ذلك كله، وتجاوزت وحاللتك.
فقالت: سررتينى سرك الله وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة