بدأ الكاتب الراحل مصطفى لطفى المنفلوطى نظم كتابه "النظرات" عام 1907 ويضم مجموعة من مقالات في الأدب الاجتماعي، والنقد، والسياسة، والإسلاميات، وأيضاً مجموعة من القصص القصيرة الموضوعة أو المنقولة، جميعها كانت قد نشرت في الصحف.
ومن رسائله التي ضمتها رائعته النظرات" رسالة "الأربعون" التي كتبها بعد بلوغه الأربعين من عمره حيث قال فيها: «وداعا يا عهد الشباب، فقد ودعت بوداعك الحياة، وما الحياة إلا تلك الخفقات التي يخفقها القلب في مطلع العمر، فإذا هدأت فقد هدأ كل شيء وانقضى كل شيء!».
ولد مصطفى لطفي المنفلوطي سنة 1876 من أب مصري وأم تركية في مدينة منفلوط والتقى في مقتبل عمره الإمام محمد عبده، الذي كان إمام عصره في العلم والإيمان، فلزم المنفلوطي حلقته في الأزهر، يستمع منه شروحاته العميقة لآيات من القرآن الكريم، ومعاني الإسلام، بعيداً عن التزمت والخرافات والأباطيل والبدع، وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الإمام محمد عبده.
وبعد وفاه أستاذه رجع المنفلوطي إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي وأبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوباً خاصاً يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.
عرف المنفلوطي بميله إلى المبالغة في إيراد الصفات المؤكدة التي تكسب الكلام قوة وتأثيرًا، والاهتمام بجمال العبارة، والعناية بالصياغة، وأهم ما يميز هو إيثار الجمل القصيرة الموجبة التي تمتاز بالسلامة، وتخلو من كل ما يشين التعبير، ويصم الأسلوب، والاهتمام بحسن الصياغة، وجمال الإيقاع، والاعتماد على الألفاظ العربية، والعبارات الفصيحة، والأساليب الصحيحة، والبعد عن التكلف والتقليد والقصد إلى الصدق والأصالة، والجمع بين الجدة والطرافة، والتفوق على الأساليب التي عاصرها.
من أعماله المشهورة بخلاف النظرات كتاب العبرات ومحاضرات المنفلوطى بالإضافة إلى تعريبه روايات تحت ظلال الزيزفون وبول وفرجينى وعدد من الروايات الأجنبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة