أصدر الكاتب الكبير الراحل أحمد أمين كتاب الأخلاق عام 1920 وقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، الباب الأول في مباحث نفسية لا بد منها في الأخلاق مثل أسس السلوك، الغريزة، العادة، الوراثة والبيئة، الإرادة، الضمير والمثَل الأعلى والباب الثاني في مسائل الفلسفة ومذاهبها ومنها الشعور الأخلاقي، مقياس الخير والشر، الحكم الأخلاقي، علاقة النظريات الأخلاقية بالحياة العملية، أما الباب الثالث فكان عن وحدة المجتمع وعلاقة الفرد به.
وقد جاء في مقدمة الكتاب: "الغرض من هذا الكتاب "الأخلاق" أن يكون مرشداً للطلبة في حياتهم الأخلاقية ، يلفتهم إلى نفوسهم ، ويبين لهم أهم نظريات الأخلاق ، ويوسع نظرهم فيما يعرض عليهم من الأعمال اليومية ، ويشحذ إرادتهم لتأدية الواجب واكتساب الفضيلة ، وقد راعى المؤلف فيه الجهة العملية أكثر مما راعى فيه الجهة النظرية ، لأن التعمق في النظريات حظ الفلاسفة ، والعمل وفق ما تتطلبه الأخلاق واجب الناس جميعاً ، والحياة الأخلاقية تعتمد على الروح الذى يبعث على العمل أكثر مما تعتمد على قواعد العلم ، وقد بسط الكاتب موضوعات هذا الكتاب حتى تتناسب مع الطلبة في دورهم هذا ، وقام الكاتب بحذف ما زاد عن حياتهم".
ولد أحمد أمين في حي المنشية بالقاهرة، تدرج في تعليمه من "الكتاب" إلى "مدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية، إلى "الأزهر"، إلى "مدرسة القضاء الشرعي" حيث نال منها شهادة القضاء سنة 1911.
درّس بعدها سنتين في مدرسة القضاء الشرعي ثم انتقل في 1913 إلى القضاء فعمل قاضيا مدة 3 أشهر عاد بعدها مدرسا بمدرسة القضاء، وفي 1926 عرض عليه صديقه طه حسين أن يعمل مدرسا بكلية الآداب بجامعة القاهرة، فعمل فيها مدرسا ثم أستاذا مساعدا إلى أن أصبح عميدا لها في 1939.
أنشأ مع بعض زملائه سنة 1914 "لجنة التأليف والترجمة والنشر" وبقي رئيسًا لها حتى وفاته عام 1954، شارك في إخراج "مجلة الرسالة" عام 1936، وكذلك أنشأ مجلة "الثقافة" الأدبية الأسبوعية 1939، وفي 1946 بعد توليه الإدارة الثقافية بوزارة المعارف، أنشأ ما عرف باسم "الجامعة الشعبية" وكان هدفه منها نشر الثقافة بين الشعب عن طريق المحاضرات والندوات.
في نفس الفترة، أنشأ "معهد المخطوطات العربية" التابع لجامعة الدول العربية، ثم مُنح درجة الدكتوراه الفخرية عام 1948، وكان عضواً في المجامع اللغوية بدمشق والقاهرة وبغداد، ومن أشهر مؤلفاته سلسلة فجر وضحى وظهر الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة