نواصل إلقاء الضوء على كتب المثقف الكبير أحمد أمين (1886 – 1954) أحد المؤثرين فى الثقافة المصرية والعربية خلال القرن العشرين ونتوقف اليوم مع الجزء الأول من كتابه "فيض الخاطر".
ويقول أحمد أمين فى مقدمة الكتاب:
هذه مقالات نشر بعضها فى مجلة "الرسالة" وبعضها فى مجلة "الهلال" وبعضها لم ينشر فى هذه ولا تلك، استحسنت أن أجمعها فى كتاب، لا لأنها بدائع أو روائع، ولا لأن الناس ألحُّوا على فى جمعها، فنزلت على حكمهم، وائتمرت بأمرهم، ولا لأنها ستفتح فى الأدب فتحًا جديدًا لا عهد للناس به، ولكن لأنها قِطَعٌ من نفسى أحرص عليها حرصى على الحياة، وأجتهد فى تسجيلها إجابةً لغريزة حبِّ البقاء، وهى — مجموعة — أدل منها مفرَقة، وفى كتاب أبين منها فى "أعداد".
فيض الخاطر
ثم لعلى أقع على قراء مزاجهم من طبيعة مزاجى، وعقليتهم من جنس عقلى، وفنهم من فنى، يجدون فيها صورة من نفوسهم وضربًا من ضروب تفكيرهم، فيشعرون بشيء من الفائدة فى قراءتها، واللذة فى مطالعتها، فيزيدنى ذلك غبطةً ويملؤنى سرورًا.
بعض هذه المقالات وليد مطالعات هادئة، وبعضها نتيجة عاطفة مائجة، وكلها تعبيرات صادقة.
أصدق كاتب فى نظرى من احتفظ بشخصيته، وجعل أفكاره وعواطفه تمتزج امتزاجًا تامًّا بأسلوبه، وخير أسلوب عندى ما أدى أكثر ما يمكن من أفكاروعواطف فى أقل ما يمكن من عسر وغموض والتواء، وراعك بجمال معانيه أكثر مما شغلك بزينة لفظه، وكان كالغانية تستغنى بطبيعة جمالها عن كثرة حليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة