تعتبر رواية زينب للكاتب الراحل محمد حسين هيكل، أول رواية مصرية حديثة، نشرت عام 1913 وقد كان عنوانها الكامل باللغة العربية "زينب.. مناظر وأخلاق ريفية" وتصور الرواية الحياة فى الريف المصرى ويتناول العلاقات الزوجية والرومانسية التقليدية بين الرجل والمرأة والتفاعلات بين عمال القطن وأصحاب المزارع.
تعتبر الرواية حدثاً مهماً فى الأدب المصرى، حيث كانت أول رواية تبرز البيئة المصرية المعاصرة بوصفٍ تام، وأول رواية حواراتها باللهجة المصرية، التى استعيض بها عن الكتابة باللغة العربية الفصحى وقد كان هيكل ابناً لصاحب أراضٍ ريفية، وقضى وقتاً طويلاً في فرنسا، حيث كان يدرس الحقوق ليكون محامياً، وفي هذه المرحلة من حياته كتب رواية "زينب" وذلك عام 1911، وفي الطبعة الأولى، اختار الكاتب التعريف بنفسه باسمٍ مستعار وهو "فلاح مصري"، وقد يكون سبب ذلك أن هذا النوع من الكتابات كان يفتقد إلى الهيبة الشخصية.
تأثر هيكل بالفكر الرومانسي، خاصة فكر الفيلسوف چان چاك روسو، وتجلى هذا في روايته زينب التي تدور أحداثها داخل ثنائية المجتمع والطبيعة، حيث تتجلى هذه الثنائية بوضوح في شخصيات الرواية، إذ يجسّد "حامد" الطبيعة لأن تصرفاته تنسجم مع محيطه الطبيعي، أما زينب وحسن وإبراهيم فهم أشخاص ينتمون إلى نماذج مجتمعية، تعيش في إطار تقاليد وأعراف فرضت عليهم من المحيط الاجتماعى، لذلك فهى خارج دائرة الفعل باستمرار، تتلقى الأوامر والإرشادات الأخلاقية من محيطها الاجتماعى دون نقد أو مراجعة، والصراع فى الرواية قائم على أساس هذه الثنائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة