أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب:أكتوبر..توثيق قصص مقاتلين أذابوا الجبل وواجهوا النار..الأساطير التى صنعتها الحرب لا تزال فى الذاكرة..هناك قصة لكل جندى وضابط وصف ضابط يجب توثيقها..وقصائد عن أبطال قاتلوا كالشعراء تستحق أن تروى

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم مرور 48 عاما على حرب أكتوبر، فإن هذه القصة لم تكتب بعد، وما زلنا نكتشف الكثير من القصص والبطولات ونحن نقترب من الذكرى الخمسين، ونحن بحاجة إلى توثيق المرحلة الدقيقة من مراحل كفاح الشعب المصرى، بطل الحرب، مع قواته المسلحة، هناك قصة لكل جندى، وكل ضابط، أو صف ضابط، عن لحظات الانتظار والتجهيز لحرب تحت نظر العدو، وبعد هزيمة صعبة، يستعيد الجيش قوته ويبدأ فورا فى الاستعداد لرد الاعتبار، قصة بطولة للشعب المصرى الذى ضحى وصبر، وقدم أبناءه وأمواله القليلة من أجل لحظة فاصلة.
 
بعد 48 عاما، فإن القصص الحقيقية لم تكتب بعد، والأساطير التى صنعتها الحرب لا تزال فى الذاكرة، لكنها تحتاج إلى أن يتم توثيقها، وكتابتها حتى يمكن أن تبقى درسا لمن يريد، صحيح أنه تشكلت لجان تاريخية وعلمية لجمع وترتيب الوثائق والشهادات، لكن بقى العمل بحاجة لأن يخرج للنور، ويسمعه ويدرسه من يريد النظر للمستقبل، ربما يشعر كل من عاصر الحرب أنها كانت على بعد أيام، لا سنوات تقترب من نصف القرن، لكن الأجيال بحاجة لقراءة هذه القصة بشكل كامل، حتى يعرفوا ماذا جرى، والدور الذى قام به كل من شارك أو عاصر هذه الحرب.
 
خلال سنوات، وبفضل عصر المعلومات، ظهرت شهادات فردية على مواقع التواصل، بعد الشهادات والوثائقيات، تروى قصصا وحكايات لأفراد من الضباط والجنود يروون تفاصيل عن معارك وأحداث ووقائع حية شهدوها أو كانوا طرفا فيها، شهادات لها قيمتها، يفترض أن تضم إلى القصة الكبيرة للملحمة.
 
الحقيقة أن الكتابات السياسية طغت على التوثيق، لعبت الروايات الشخصية والخلافات السياسية دورا فى تقديم تاريخ مشوّه ومرتبك، وبسبب الخلافات والتداخلات والخلط بين المواقف والوقائع، تراجعت القصة الأساسية، لصالح الجدل، بينما البطولة كانت للشعب وقواته المسلحة، الشعب المصرى الذى صمد وتمسك وضحى، والقوات المسلحة من الشباب المتعلم الحالم، والذى تعامل باتجاه واحد هو تحقيق الانتصار، واسترداد الكرامة، ولهذا ذهب إلى الموت بلا تردد، وأمسك النار بيديه، وعانقها جسده، من أجل أن ينتصر.
 
هذه قصص لم يتم توثيقها، وفى الدراما فإن أغلب، إن لم تكن كل الأفلام التى قدمتها السينما حول هذه الحرب، لا تعبر عما جرى على ساحات السياسة والعسكرية والجبهة الداخلية، أفلام تخلو من العمق أو الأبعاد المختلفة لسينما الحرب، كما نعرفها فى الأفلام العالمية، باستثناء أعمال مثل «حكايات الغريب»، و«الطريق إلى إيلات». 
 
فى السينما العالمية هناك مئات الأفلام عن الحرب العالمية الأولى والثانية، مثل مدافع نافارون أو Enemy at the Gates عن معركة ستالينجراد للسوفييت، والقناص الروسى «فاسيلى» الأسطورة، ومن دون مبالغة لدينا بطولات تنافس فى إنسانيتها وقوتها الكثير مما ورد فى الحروب العالمية، وأساطير، عبدالعاطى صائد الدبابات، وأبطال الصاعقة البحرية، وزملاؤهم من القوات الخاصة ممن سبقوا العبور ونجحوا فى إغلاق مواسير النابلم التى تصب جحيما على شاطئ القناة، وعلى جنود الصاعقة الذين أصروا على إغلاقها بأيديهم وأجسادهم قبل أن يبدأ العابرون، هناك قصة اللواء باقى يوسف، صاحب اختراع تذويب الساتر الضخم بخراطيم المياه، أو الصول إدريس مبتكر الشفرة النوبية للإشارة، وغيرهم، إنها حرب كل من شارك فيها أبطال.
 
نحن أمام رواية طويلة، وقصص متعددة، وقصائد على أبطال قاتلوا كالشعراء، تستحق أن تروى وتوثق، ونحن نقترب من العام الخمسين للانتصار العظيم.
 
p

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة