خالد إبراهيم

رحلة البحث عن الهوية الكروية

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 09:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعتقد أن المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة، لو كان موجودا بيننا هذه الأيام، ما كانت أعماله الدرامية لتخلو من الإشارة إلى أن الهوية الكروية المصرية تعانى من أزمة كبيرة، فهو الذى صال وجال بشخوصه الساحرة فى زيزينيا وأرابيسك والمصراوية فى رحلة طويلة بحثا عن الهوية الحضارية لمصر فى القرن الأخير، فإذا كان أسامة أنور عكاشة رصد المتغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى فى أعماله المذكورة، منذ الثلاثينيات وحتى التسعينيات، فلا شك أن ما يحدث للكرة المصرية في السنوات الأخيرة، كان سيوضع على رادار المؤلف الكبير، باعتبارها أزمة مجتمعية عنيفة.

لست هنا بصدد الحديث عن التعصب الكروى الذى يظهر بين الحين والآخر، والمعارك الإعلامية لألوان الفرق المختلفة، أو قضايا رياضية شائكة تشبه حضور الجمهور للمباريات، وجودة الصورة فى النقل التليفزيونى، أو قضية التحكيم التى تبدو وكأنها أزمة "سرمدية"، أو الأسعار المبالغ فيها للاعبين ورواتبهم، فجميع هذه القضايا، أظن أنها سهلة الحل بين ليلة وضحاها إذا توفرت الإرادة لذلك.

الأزمة الحقيقية من وجهة نظرى، هي أن الهوية الكروية المصرية تشهد تراجعا، لم يحدث من قبل، لا يتحمل مسئوليته اتحاد كرة أو أندية أو حتى أشخاص، ولكن الجزء الأكبر من الأزمة يتحملها الجمهور نفسه المُحب لكرة القدم.

ما نعانى منه حاليا، هو أن الاهتمام بالكرة العالمية، بدا أنه يتخطى الكرة المحلية، فى المتابعة والاهتمام بل والأغرب في الانتماء، فاستأثرت الكرة العالمية بالمتعة، وتركت لنا التعصب والمتاعب في الكرة المحلية.

إذا سألت مراهقا لم يتعد الـ 20 عاما، عن أسماء لاعبى احدى فرق المؤخرة فى الدورى الإنجليزى، ربما ستندهش أنه يعرف أسماء أكثر من نصف الفريق، وهدافه، ومبارياته القادمة، ونتائجه السابقة، بل وقد يدهشك أنه يعرف تاريخ إنشاء النادى، وتاريخ صعوده لـ "البريميرليج"، بينما تتجسد المأساة، حينما تسأل نفس المراهق عن فريق عريق فى منتصف جدول الدورى المصرى، فربما يذكر لك اسم نجم الفريق فحسب، وبالكاد ترتيبه فى الجدول.

بعض الدول العربية، أصبحت الأولوية لجمهورها مشاهدة الدوريات العالمية، ثم يأتي الدورى المحلى في المرتبة الثانية، ولا أظن أننا فى مصر قد وصلنا لهذه المرحلة بعد، وأتمنى ألا يحدث، فلابد من الاعتراف أن الكرة المصرية تتمتع بشعبية محترمة بين الدول العربية والأفريقية وربما الآسيوية، الأمر الذى يجعل لديها رصيد ضخم وكبير، للدفاع عن نفسها من استفحال هذه الظاهرة، ولكن هل يصمد الدفاع كثيرا؟










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة