نشر الناقد والشاعر الكبير شعبان يوسف، على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورة للشاعر الكبير الراحل نجيب سرور، وعلق عليها: " نجيب سرور بعد عودته من بودابست عام 1964"، وكان شاعر العقل والمأساة كما يلقبه النقاد، سافر في عام 1958، في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج، وتعرض هناك لعدد من الأزمات منعت من عودته إلى مصر حتى منصف الستينيات، وبعدما عاد نجيب إلى مصر، ألف بعض المسرحيات والدواوين الشعرية.
نجيب سرور بعد عودته من بودابست عام 1964
الصورة التى نشرها الناقد شعبان يوسف، تبرز "سرور" بجسد ووجه ممتلئ تختلف عما يعرفه الجميع فى صوره المنشرة له قبل وفاته، ويظهر فى أوج شبابه وكامل أناقته، ولم يكن وصل الشيب بعد إلى شعره المتانق، والمصفف جيدا.
عاد نجيب سرور عام 1964، وبدأت مسيرته الفعلية فى الحياة الأدبية المصرية، تميز سرور فى أشعاره بالرقة ورهافة الإحساس، وكان كبير القلب وإنسانًا فى جميع المواقف، التى ألمت به على مدى حياته، ورغم الظلم الذى تعرض له، منذ بداياته، فإنه لم ينكسر يومًا من الأيام أمام ظالم أو مستبد، ولكن جرأته الشديدة وصراحته في انتقاد سلبيات النظام آنذاك تسببتا في دخوله المعتقل، بل وفي دخوله إلى مستشفى الأمراض العقلية عدة مرات، وألمت به هذه التجربة سلبيا على المستوى النفسى، وتسببت فى نحالة جسده.
نجيب سرور قبل وفاته بسنوات قليلة
نجيب سرور فى أشعاره ومواقفه كان يتخذ جانب الدفاع عن المهمشين والفلاحين والمنكسرين، حتى تحولوا إلى قضايا عمره، قضايا وآلام تسللت إلى قلبه المنهك المكسر، فتحول إلى هذا الشبح الهزيل، وكان سببا فى تغيره كل هذا التغير الشكلى والجثمانى منذ عودته، ورغم المأساة والصعاب التى وجهها وأثرت كل هذا التغيير على نجيب سرور، لكن الشاعر عاش ومات كما قال بقلب فارس لا يخاف المنافقين أبدا، كما قال هو فى لزوم ما يلزم قبل رحله: "لكن قلبى دوما كان قلب فارس كره المنافق والجبان مقدار ما عشق الحقيقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة