"منين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه" بمجرد أن تطرأ تلك الكلمات علي مسامعنا نتذكر الشاعر والكاتب المسرحي الكبير نجيب سرور ، والذي تحل اليوم ذكري مولده ، فنجيب هو عاشق للمسرح والتمثيل منذ صغره مما جعله يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج ، وأتخذ من الكتابة والتأليف طريقًا له وحقق نجاحه الذي دام علي مر السنين .
يكمن السر في نجاحه إمتلاكه للحس الراقي والقدرة الفريدة علي التعبير، ففي جميع أعماله المسرحية التي برع فيها لا تجد صعوبة في فك رموز شخصياته التي كتبها لتسقطها علي مايدور حولك وهذا ماجعل كتاباته تصلح لكل زمان ومكان ، فقد ألف العديد من المسرحيات التي أتسمت بالجرأة فقد كان نجيب شديد الإنتقاد للظلم والاستبداد .
ومن مسرحياته " بهية وياسين " وهي مسرحية شعرية تعتبر من أحسن الإبداعات في الكتابة عن الحب في الأرياف والذي يسوده الجهل والبطش والظلم ، تدور مسرحية "ياسين وبهية" حول قصة بسيطة، تسعي الي الاجابة على السؤال المطروح في الموال الشعبي عمّن قتل ياسين، وقد اكد نجيب سرور في مسرحيته بأن (الباشا) الإقطاعي، المسيطر على الناحية هو الذي قتل ياسين وكان ذلك القتل هو الذي أشعل نار الثورة الموجودة في قلوب أهل القرية ضد مظالم الإقطاع وقسوته وجبروته" حيث قال
"اللى قتلك يا ياسين هو اللى قتل كل مصري حر" .
ومن أشهر مسرحياته أيضا "منين أجيب ناس" والذي يستلهم فيها سرور من الفلكلور قصة حسن و نعيمة و هي قصة حب بين المغني وفتاة في صعيد مصر انتهت نهاية مأساوية بقتل حسن و إلقاء جثته في النيل..ويستغلها في الاسقاط على الأسطورة الفرعونية إيزيس و أوزوريس..حيث تهيم نعيمة بحثا عن جثة حسن كما كانت تفعل إيزيس.. ويستغل الاثنين في الإسقاط على نظريته في تعرض أولاد البلد الحقيقيين للنفي و القتل على أيدي النظم التي يصفها بالصهيونية وقال "كل ما نودع قتيل نندبه وننسي اللي قبله قبله يجي بعده قتيل ينسينا اللي قبله..وأهي ماشيه"
وكذلك مسرحية " قولوا لعين الشمس" فالمسرحية تتناول قضايا الفلاحين، والصراع على الأرض، ومحاربة المستعمر الذي يستغل الأيدي العاملة، فينتشر الفقر وسلبياته متمثلا في عجز ياسين عن الزواج من بهية ، وتعتبر "فولوا لعين الشمس" استكمالا لكتاباته عن مصر حيث تمثل "بهية " مصر وياسين هو الشعب الذي يقع عليه الظلم، كما كان له تجربة إخراجية لإحدي نصوصه النثرية وهي "الكلمات المتقاطعة" والتي أخرجت بعد ذلك في التلفزيون علي يد المخرج جلال الشرقاوي .
وهناك الكثير من المسرحيات الأخري والتي نلاحظ فيها تأثر نجيب سرور بنشأته حيث شب علي رفض الإستغلال وعلي المناداه بالحريات والعدالة في المجتمع وكانت تلك الكتابات سببا في دخوله المعتقل وتعذيبه هناك، وقد منعت له مسرحية " الذباب الأسود " والتي كان يهاجم فيها أحداث أيلول الأسود بالأردن وكذلك طريقة معاناه الفلسطينين مما أثار غضب الأجهزة الأمنية ومنعتها وصدرت نسختها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة