قرأت لك.. "المعلومات" .. هل نعيش فى "الثورة الرابعة"؟

الثلاثاء، 28 أبريل 2020 07:00 م
قرأت لك.. "المعلومات" .. هل نعيش فى "الثورة الرابعة"؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقرأ معا كتاب "المعلومات: مقدمة قصيرة جدًّا" تأليف لوتشانو فلوريدى، ترجمة محمد سعد طنطاوى، مراجعة علا عبد الفتاح يس، والصادر عن مؤسسة "هنداوى، ويناقش فكرة أن تدفق المعلومات إلى حياتنا عبر قنوات متعددة مثل التليفزيون والراديو والكتب وشبكة الإنترنت يجعلنا نعانى — كما يقول البعض — من تخمة معلوماتية. ولكن ما هى المعلومات؟
 
يقول الكتاب إن مفهوم المعلومات من المفاهيم العميقة التى تضرب بجذورها فى علم الرياضيات، غير أن له أهمية بالغة فى حياتنا اليومية، فالحمض النووى يقدم المعلومات التى تُكِّون أجسادنا، ونحن نتعلم من خلال المعلومات التى تتدفق إلى أذهاننا، ونتواصل مع بعضنا من خلال نقل المعلومات بطرق متعددة مثل الثرثرة وأثناء المحاضرات والقراءة.
المعلومات
وفى هذا الكتاب يقدم لوتشانو فلوريدى — مؤسس مجال فلسفة المعلومات — مقدمة خلابة وملهمة لهذه الفكرة المحورية. ومن خلال التعرض للعديد من الموضوعات، يتناول بالدراسة آثارها على كافة نواحى حياتنا اليومية بدءًا من الرياضيات وعلم الوراثة، ووصولًا إلى معناها الاجتماعى وقيمتها، وما تنطوى عليه من تضمينات أخلاقية فيما يتعلق بالملكية والخصوصية وإمكانية الحصول على المعلومات.
 
يرى الكتاب أن ما نمر به هو "ثورة رابعة" عبر عملية الإزاحة وإعادة التقييم لطبيعتنا الجوهرية ودورنا فى الكون، ولا نزال نعدِّل من منظورنا اليومى حول الطبيعة النهائية للواقع — بعبارة أخرى: وجودنا الميتافيزيقى — من منظور مادى تلعب الأشياء والعمليات المادية دورًا مهمًّا فيه، إلى منظور معلوماتي، ويعنى هذا التحول أن الأشياء والعمليات تتخلى عن طبيعتها المادية؛ بمعنى أنها تنحو إلى اعتبارها لا تحتاج إلى الدعم (خُذ مثلًا بملف الموسيقى). تتحول الأشياء والعمليات إلى نماذج نمطية، بمعنى أن مثالًا واحدًا من شيء ما (نسختى من ملف موسيقي) يساوى فى جودته النموذج الأصلى (ملفك الذى تعتبر نسختى مثالًا له).
 
 بالإضافة إلى ذلك، يُفترض فى هذه الأشياء والعمليات قابليتها تعريفًا للاستنساخ؛ بمعنى أن نستختى ونموذجك الأصلى يصبحان متبادَلَيْن. ويعنى التركيز الأقل على الطبيعة المادية للأشياء والعمليات أن حق الاستخدام يُنظر إليه باعتباره مساويًا فى أهميته لحق الملكية. أخيرًا، لم يعُد معيار الوجود — أى ما يعنى أن شيئًا ما موجود — يشير فى حقيقة الأمر إلى أن هذا الشيء لا يتغير (كان اليونانيون القدماء يظنون أن الأشياء التى لا تتغير فقط هى الأشياء التى يمكن القول إنها موجودة بصورة كاملة)، أو أن هذا الشيء يخضع إلى الإدراك (شددت الفلسفة الحديثة على وجوب إدراك الشيء عمليًّا من خلال الحواس الخمس حتى يعتبر هذا الشيء موجودًا)، بل صار هذا المعيار يتمثَّل فى قابلية هذا الشيء للتفاعل، حتى وإن كان شيئًا غير ملموس. حتى يصبح الشيء موجودًا يجب أن يكون هذا الشيء قابلًا للتفاعل، حتى وإن كان هذا التفاعل غير مباشر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة