نعيش هذه الأيام حالة روحانية بسبب شهر رمضان الكريم، وقد كانت أجواء الشهر المبارك موضوعا للوحات الفن التشكيلى العالمى، خاصة لوحات المستشرقين ومن ذلك لوحة "مسحراتى من المغرب" لـ لويس جون إنديس (1896- 1989).
نلحظ فى اللوحة الشكل المتوقع للدرويش الذى تمتلئ عيونه بالشغف، وعلى ملامحه خبرة الزمن وفى يديه دربة العمل مسحراتى، بينما أزياؤه الفلكلورية دليل البيئة التى يعيش فيها، الطربوش الأحمر دليل على حضارة شمال أفريقيا وتراثها.
وفى اللوحة رصد "لويس" المسحراتى الذى رآه بالفعل فى الرباط، ونلحظ التفاصيل البسيطة التى توحى بأن الرجل لم يكن يؤدى مهنة والسلام لكنه يؤدى ما يحبه، يقرع الطبلة ويستعد للنداء، بينما فى ظهر اللوحة ينتشر الرمادى الذى يشير إلى نهاية الليل وطلوع الفجر.
من جانب آخر تكشف اللوحة أن لويس جون إنديس لا يزال خاضعا فكرة الاستشراق التى تسعى لرصد حالة البهرجة وتعدد الألوان ووضع الشرق فى إطار ما لا يتغير كثيرا.
ولويس جون إندرس فنان أمريكى موهوب وُلد بالقرن التاسع عشر.. هاجر إلى بريطانيا ثم فرنسا، وبعد ذلك أمضى الكثير من الوقت مسافرا فى المغرب، بعدما شغفه نمط العيش ليستقر بالنهاية بالعاصمة الرباط سنة 1931م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة