تركز اهتمام العالم على مدار ما يقرب من 4 أشهر نحو شىء واحد مشترك هو جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، فأصبح لا يخلو حديث أو مناسبة من الإشارة للفيروس التاجى الذى قتل وأصاب مئات آلاف البشر حول العالم، بينما لا يزال علاجه ليس فى متناول أحد، حيث تتنافس الدول فى ماراثون ابتكار لقاح يكون له القول الفصل فى معركة البشرية ضد المرض القاتل.
ومن خلال الصور الميكروسكوبية الملتقطة لفيروس كورونا المستجد، أوضحت الصور المتداولة أنه يأخذ شكلا تاجيا ويبرز منه سنون مدببه تشبه المسامير، لكن ماذا سيكون رد فعلك إذا علمت أن الصور التوضيحية التى تراها لفيروس كورونا الجديد لا تُظهر هذا الفيروس على حقيقته؟، هذا ما حاول أن يعكسه فنان بريطانى اعتاد على تجسيد الميكروبات المسببة للأمراض الوبائية حول العالم فى تماثيل زجاجية.
ومنذ عام 2004، بدأ الفنان البريطانى لوك جيرام سلسلة "Glass Microbiology" التى تهدف إلى التأمل فى التأثير العالمى لمختلف الأمراض عبر تجسيد مسبباتها على شكل تماثيل زجاجية، ويُعد تمثاله لفيروس كورونا المستجد، أحدث إضافة إلى مجموعته.
وصنع جيرام تمثال فيروس كورونا المستجد تكريماً للجهود العالمية لمكافحة هذا المرض الذى تسبب حتّى الآن فى وفاة الآلاف حول العالم، وإصابة ما يتجاوز 1.5 مليون شخص، حسب تقديرات موقع "worldometers".
وعند تكليف جامعة "ديوك" فى الولايات المتحدة، الفنان البريطانى، لصنع هذا التمثال قبل شهرين تقريباً، لم يُعتبر المرض جائحة بعد، وفى مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية، قال الفنان لوك جيرام: "لم أكن أعلم أنه سيؤثر على العالم بالطريقة التى قام بها.. وتخيلت أنه سيكون مشابهاً لوباء سارس الذى تم احتوائه بسهولة عند المقارنة".
ويصل قطر التمثال إلى 23 سنتيمترا، وهو أكبر من الفيروس الفعلى بمليون مرة، ويصنع جيرام تماثيله المعقدة مع فريقه المختص بنفخ الزجاج، وعند حديثه عن السبب وراء اختياره الزجاج كوسيط لجلب سلسلته إلى الحياة، قال جيرام، إن خياره يبدو منطقياً مقارنةً بالصور الملونة التى نتلقاها عبر وسائل الإعلام، وذلك لأن الفيروسات "ليس لها لون لأنها أصغر من الطول الموجى للضوء"، وفقاً لما ذكره فى بيان.
وعند التأمل فى تمثال فيروس كورونا الزجاجى، يلاحظ المرء تناقضاً مثيراً للاهتمام، إذ أنه يُجسد جمال جوهرة لامعة وساحرة، ولكنه فى الوقت ذاته يُجسّد أمراً أثّر على حياة الأشخاص بشكل سلبى جداً، وعند الحديث عن هذا التناقض، قال جيرام: "سواءً أحببنا ذلك أم لا، إن الفيروسات معقدة وهى رائعة للنظر إليها، وتعكس هذه النماذج الزجاجية وببساطة كيف هى حقاً".
وأشار المصور إلى أن تماثيله الزجاجية تساهم فى فهم الفيروسات بشكل أكبر، فقال: "هناك شىء مختلف عندما يأتى الأمر بالقدرة على رؤية جسم ثلاثى الأبعاد أمامك بالمقارنة مع الرسوم المولدة بواسطة الحاسوب (GCI)، أو الرسومات التخطيطية"، مضيفاً أن أعماله تُستخدم فى المحاضرات، والكتب الطبية.
ومن المقرر أن تذهب الأموال التى سيجنيها تمثال فيروس كورونا الزجاجى لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF) من أجل مساعدتهم فى محاربة تأثير "كوفيد 19" فى البلدان النامية، ومثل الملايين من الأشخاص حول العالم، أثرت هذه الجائحة على الفنان أيضاً، فقال إنه تم إلغاء جميع خططه المرتبطة بالعمل، ثم أضاف: "لقد أصبحت الآن معلماً وبشكل فعال، وأنا أقوم بتدريس أطفالى فى المنزل!".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة