تحتفظ الشعوب دائما برأى خاص فى حكامها، وليس هناك أقسى من حاكم يوليه الأعداء سلطانا على بلد مثل مصر، لذا لم يتقبل المصريون بسهولة السلطان حسين كامل، وصنعوا له صورة غير جيدة، يمكن أن نلاحظ بعضها فى كتاب مهم هو "حرافيش القاهرة" لـ عبد المنعم شميس.
ويقول الكتاب كانت تولية السلطان حسين كامل على عرش مصر بعد عزل الخديوى عباس حلمى الثانى بمعرفة الإنجليز أمرا قابلته الطوائف الشعبية بالنفور والاستهجان، خاصة بعدما أعلنت بريطانيا الحماية على مصر.
وكان الناس يعطفون على الخديوى عباس المعزول لا حبا فى عباس ولكن كرها فى حسين كامل، وكان الأطفال ينشدون فى الشوارع والحارات نشيدا تقول كلماته:
الله حى عباس جاى
يضرب بومبة فى رأس العمدة
وهو جاى
والعمدة هو المعتمد البريطانة
ويذكرنا هذا بنشيد آخر كان يردده أطفال القاهرة قبل تولية محمد على حكم مصر، وكان الباشا التركى الذى يوليه سلطان آل عثمان يحكم البلاد من القلعة، مقر الحكم فى القاهرة، وهذا النشيد كانت كلماته:
باشا يا باشا يا وش النملة
من قال لك تعمل دى العملة
وقد رويت عن السلطان حسين كامل روايات كثيرة، وقيل إنه كان يضرب بالكرباج، وكان عصبى المزاج، شديد الغضب.
وقد سمعت من كبار السن فى حينا أحاديث شتى، عن هذا السلطان الذى حاول استرضاء الناس عند توليه العرش فى أخطر فترة فى تاريخ مصر الحديث.
وقيل إنه ذهب لصلاة الجمعة، فى جامع السيدة زينب، فهاجمه خطيب المسجد هجوما عنيفا، فى حضرته، وقال إنه لا طاعة له، لأن الذى ولاه هم أعداء البلاد، أى الإنجليز.
وقيل إن رجله جزعت، فاستدعوا له "برسوم المجبر" وكان مشهورا فى القاهرة بعلاج الكسور وغيرها من العظام التى تلوى أو تجزع، مما كان يسمى فى ذلك العصر بعمل "المجبراتى" أى الذى يجبر العظام، فلما دخل المعلم برسوم على السلطان أراد إثارته حتى يجرى الدم فى عروقه فوجه إليه ألفاظا مثيرة مما جعل السلطان حسين يهب من فراشه ليضرب برسوم الذى جرى منه فظل يلاحقه فى ردهات قصر عابدين وكانت هذه هى الطريقة التىى استخدمها المجبراتى لعلاج رجل السلطان المجزوعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة