لم تمرأشهر قليلة على هزيمة يونيو 1967 حتى انتفضت البحرية المصرية ووجهت ضربة موجعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى الذى راح يوهم نفسه بأنه الأقوى، لقد كان المصريون يستعدون بقوة، وعندما حانت اللحظة أغرقوا "المدمرة إيلات".
يقول كتاب "حرب أكتوبر والمعركة القادمة" لـ أحمد سمير عبد الحميد، تحت عنوان "تدمير المدمرة إيلات.. وانتفاض البحرية المصرية":
نتيجة لاستمرار المدمرة الإسرائيلية إيلات فى العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 فى تحدٍ سافرٍ وانتهاك واضح للسيادة المصرية على مياهها الإقليمية، مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة إيلات.
وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية فى بورسعيد لنشين من صواريخ "كومر" السوفيتية والجدير بالذكر أن لنش الصواريخ "كومر" السوفيتى مجهز بصاورخين سطح – سطح من طراز "ستيكس"، تزن رأسه المدمرة طنا واحدا – وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريح قد تمت فى القاعدة البحرية قبل الخروج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها، كما أعدت بقية القطع البحرية فى القاعدة كاحتياطى.
وبمجرد أن صدرت أوامر قادة القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة.
هاجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها، فلاحقا بالصاروخ الثانى فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية (إيلات) على مسافة تبعد 11 ميلا بحريا شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها الذى يتكون من نحو مائة فرد، إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها فى رحلة تدريبية، وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل.
وطلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة. واستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل أثناء عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة