سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 أكتوبر 1967.. البحرية المصرية تضرب المدمرة إيلات الإسرائيلية فى عملية أحدثت انقلابا فى تاريخ الحروب البحرية

الإثنين، 21 أكتوبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 أكتوبر 1967.. البحرية المصرية تضرب المدمرة إيلات الإسرائيلية فى عملية أحدثت انقلابا فى تاريخ الحروب البحرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظلت المدمرة إيلات الإسرائيلية تتجول طوال نهار يوم 21 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1967 أمام الشاطئ الشمالى فى سيناء، بعد أن خرجت لهذه المهمة الاستفزازية لمصر.. «راجع، ذات يوم 20 أكتوبر 2019»..وحسب الكاتب الصحفى عبده مباشر فى كتابه «تاريخ البحرية المصرية من محمد على إلى السادات»: «فى صباح السبت 21 أكتوبر استمرت المدمرة طوال هذا اليوم فى التجول أمام الشاطئ الشمالى لسيناء دون أن يبدو لها هدف، ودون أن يلاحظ أى نشاط خاص، وكانت تقاريرها إلى القيادة: «نحن مستمرون فى أعمال الدورية ولا مشاكل».
 
على الجانب المصرى، كان كل شىء يدور على قدم وساق لتنفيذ عملية التدمير التى وافق عليها الرئيس جمال عبدالناصر فى حال اختراقها المياه الإقليمية المصرية.. كانت تخطيط التنفيذ يقوم على إطلاق الصواريخ عليها، وكان ذلك جديدا، وحسب الكاتب الصحفى محمود عوض فى كتابه «اليوم السابع، الحرب المستحيلة، حرب الاستنزاف»: «اعتبر من وقتها انقلابا فى تاريخ الحروب البحرية».
 
كان أبطال العملية أربعة من ضباط البحرية الشبان أكبرهم عمره 29 عاما، وفقا لعبده مباشر وهم، الضابط بحرى أحمد شاكر عبدالواحد قائد سرب لنشات الصواريخ الذى نفذ الهجوم، يساعده الضابط البحرى حسن حسنى محمد أمين، أما اللنش الثانى فكان يقوده الضابط البحرى لطفى السيد جاد الله، يساعده الضابط البحرى ممدوح منيع.
 
يكشف الضابط أحمد شاكر كيف تم تنفيذ العملية فى روايته لأسرارها إلى «مباشر» قائلا: «عندما رفعت درجة الاستعداد إلى حد القتال قبل ظهر السبت بدأنا نشارك فى متابعة الهدف، وبينما كنت أتابع تحركات «إيلات» على شبكة الردار، قام زميلى حسن حسنى أمين برصدها بالعين المجردة من إحدى نقاط المراقبة المرتفعة على الشاطئ، وعندما ابتعدت خارج خط المياه الإقليمية، فإننا بقينا على نفس درجة الاستعداد حتى ينكشف الموقف،وتناول كل منا غداءه «سندوتش»فى موقعه المحدد له طبقا لحالة الاستعداد حتى يتكشف الموقف».
 
يتذكر «شاكر»: «فى الساعة الرابعة والنصف عادت إيلات مرة أخرى للظهور على شاشة الرادار، وظهرت أيضا فى الأفق وتلقينا الأمر بالخروج والاشتباك.. كان الغروب يقترب والجو صاف والموج هادئ، ولكن ساد الكل على قاربنا شعور متدفق بالحماسة لأننا فى الطريق إلى الاشتباك مع العدو، ومن موقعى على مركز قيادة القارب أمرت بإطلاق الصاروخ الأول وتابعته بنفسى حتى استقر فى وسط الهدف تماما، وانتظرت دقيقتين لأترك صدمة الإصابة المباشرة تفعل فعلها مع العدو، ثم أمرت بإطلاق الصاروخ الثانى قبل أن يتمكن العدو من تغيير سرعته أو اتجاهه، وتابعت خروج الصاورخ الثانى بنفسى حتى استقر هو الآخر فى قلب الهدف».
 
يؤكد «شاكر»: «كنا ندرك جميعا أننا أصبنا العدو إصابة مباشرة وقاتلة، وخرجنا جميعا من مواقعنا إلى ظهر اللنش نتطلع ناحية العدو المضروب..كانت أضواء الغروب وراءنا وأمامنا على الأفق نحو الشرق وهج النيران المتصاعدة من مدمرة العدو المحترقة، وكانت أضواء بورسعيد تلمح بالقرب منا، وخيل إلينا أننا نسمع أصوات المدينة، ونسمع تشجيع أهلها لنا، وبالفعل فإن آلافا من سكانها كانوا فى انتظارنا عند العودة.. كانوا قد تابعوا مسرح المعركة من بعيد وكان استقبالهم لنا شعورا لا نستطيع أن نصفه.. كان شعورنا نحن مزيجا من السعادة والارتياح».
 
كان قائد القوات البحرية أثناء تنفيذ هذه العملية هو اللواء بحرى فؤاد أبو ذكرى، وكان قائد العمليات هو العميد بحرى محمود فهمى الذى أصبح قائدا للقوات البحرية فيما بعد برتبة لواء، ويصف حالته ومشاعره وقتئذ قائلا فى مذكراته «صفحات من التاريخ»: «انتقلت إلى مكتب العقيد عادل هاشم حيث البلاغات من قاعدة بورسعيد كانت متلاحقة، تنساب كما تنساب الأنغام العذبة فى سيمفونية جميلة.. صاروخ نمرة واحد طلع..نمرة واحد أصاب الهدف.. صاروخ نمرة اتنين طلع.. نمرة اتنين أصاب الهدف.. الهدف تحطم.. هكذا فى دقائق معدودات تحطمت أكبر وحدة بحرية إسرائيلية، لقد غرقت مدمرتهم إيلات، لقد أهنا كبرياءهم وجدعنا أنفهم، وعلى الفور أمرت بإعادة اللنشين إلى القاعدة بعد أن استقبلا استقبالا حماسيا رائعا من أهالى بورسعيد، كانوا يهللون ويمجدون أبطال البحرية المصرية الشجعان، فقد رأوا كل ما حدث رؤية العين». يذكر أمين هويدى، وزير الحربية وقتئذ، فى كتابه «الفرص الضائعة»: «أصبحت إيلات فى قاع البحر، وبقع الزيت الكبيرة مشتعلة بالنيران فوق مياه البحر، وأصبح الـ«200 بحار» الذين كانوا على السطح فى القاع طعاما للحيتان، وبدأ العدو اتصالاته عن طريق الصليب الأحمر لكى يبدأ عملية الإنقاذ على أضواء المشاعل التى أسقطتها الطائرات أو أطلقتها المدفعية لتنير المكان لعشرات الطائرات والزوارق التى كانت تحاول طول الليل إنقاذ مايمكن إنقاذه».
 
ساد الفزع بين القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، فكيف تصرفوا؟   









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة