ضم معرض تراثنا هذا العام الكثير من الأجنحة التي تحمل من معاني الإنسانية الكثير، ومن بينها جناح محاربات مرضي السرطان، الذى يضم أربعة من السيدات اللاتي حاربن المرض اللعين، واستعطن تخطي الأزمة بالعمل وإتقان فنون الأشغال اليدوية "الهاند ميد"، وشاركن في معارض كثيرة سابقة ليثبتن أنهن قادرات على تخطي الأزمات مهما كانت صعبة.
التقى "اليوم السابع" مع السيدات، وهن سعاد حمادة مصممة إكسسوارات وإيمان فهيم التي اتقنت فن الديكوباج، ونانا مرسي مصممة ملابس تراثية، وأخيرًا سماح سامى تعمل في الكورشيه والتطريز لمعرفة تفاصيل مشاركتهن في المعرض والتعرف على أعمال كلن منهن.
تقول نانا مرسي مصممة الملابس التراثية: "أنا محاربة سرطان من ١٠سنين. بسبب العلاج الكيماوى والإشعاعى أصبت بهشاشة عظام أدت لعدم قدرتي على الحركة، ففكرت أني أرجع أشتغل الأشغال اليدوية اللي بحبها عشان أقدر اتخطى أزمتي، بالفعل عملت شغل حلو جدا عجب أهلي وأصدقائي، فعملت قناة على اليوتيوب أعرض فيها شغلي، ومن هنا كانت البداية."
وتابعت "نانا": "في الوقت ده فكرت أعمل مبادرة لسيدات مرضي السرطان اللي بيحبوا يشتغلوا هاند ميد عشان يقدروا يتغلبوا عليه ومايستسلموش، فعملت صفحة على الفيس بوك وسميتها محاربات مرض السرطان، وعرضت الفكرة ولاقيت بعدها سيدات كتير محاربات وبيتقنوا الاشغال اليدوية، وشاركنا في معارض كتير بشغلنا ولاقي نجاح كبير، إحنا كمان ما اكتفيناش بالمعارض وبس، عملنا ورش عمل نعلم فيها غيرنا من السيدات مريضات السرطان وماعندهمش حرفة الهاند ميد، لأن الشغل بيسعادنا جدا وبيخفف عننا كتير "
وأكملت حديثها قائلة: معرض تراثنا ساعدها وغيرها من محاربات السرطان هذا العام في عرض منتجاتهن، وأضافت: "المعرض مختلف عن كل سنة فيه تنوع في المعروضات ودا بيخلينا نكتسب خبرة، ونطور من شغلنا عن المعارض اللي فاتت، مشاركتي السنة دى مختلفة، حبيت تكون الألوان مبهجة، عملت فساتين بحر وشنط".
وقالت "سماح سامى" صاحبة أعمال الكروشيه: "أنا بشتغل تطريز وخرز وشغل مجسمات، وشغلي ده سمح لى التعرف على ناس كتير واخرج واتحدى أزمتي وأشوف الدنيا".
وعبرت إيمان فيهم عن سعادته للمشاركة في معرض تراثنا قائلة: "أنا بشتغل ديكوباج وفن إعادة تدوير الأشياء، يعني لو في أى مخلفات بستفيد منها وأدورها اعمل منها منتج جديد صالح للاستخدام، وبعلم السيدات، وبعمل فازات وتابلوهات وأطباق، والشغل ده خرجني من العزلة اللي كنت فيها بسبب المرض، وعملني إزاى أتعامل مع الحياة في الأزمات وأصبح ليا صديقات كتير".
وقالت سعاد حماده: "أنا بعمل إكسسوارات وشغل ورق، ومشاركتي في المعارض بشكل عام سواء المعرض دا أو غيره فرقت جدًا لأنه بيديني طاقة إيجابية وبيرفع من روحي المعنوية جدا، وبيفتح لينا باب نتعرف على الناس، وكمان الناس بتقدر فكرة إننا قدرنا نتعايش مع المرض".
واختتمت "سعاد" حديثها قائلة: "السرطان مش إعدام بالعكس دا وهبنا مقدرة وطاقة إيجابية"، وأضافت: "إحنا رجعنا للحياة أكتر من الأول عايشين وبنشتغل وبننتج، وعاوزة أقول لمريض السرطان ماتخفش وعيش الحياة وأنت متأكد إن اللي جاى أجمل وابتدي من جديد وماتستسلمش".
وجاءت كلمات "إيمان فيهم" الأخيرة لـ "اليوم السابع" بنصيحة لمريض السرطان أيضًا، حيث قالت: "السرطان مش نهاية الحياة، أنا متعايشة معاه بقالي 15 سنة، الواحد بس عاوز دفعة من جواه ورضا بقدر ربنا، الحمد لله هو نعمة من ربنا اعطانا الدعم والشغل والنظرة الايجابية للحياة".
وقالت "سماح سامي": "بالعمل قدرت اتخطى آلام المرض، والحمد لله إحنا أحسن من غيرنا".
أما "نانا" فقالت: "أنا خلصت علاجى من 10 سنين، ومن فترة تعبت وعمل التحاليل وقبل ما أفرش المعرض بيوم ظهرت النتيجة إيجابية، طبعا الحمد لله، بس المعرض جه في وقت مهم جدًا خرجني من مود كئيب والتفكير في أى مرض، الحمد لله بالنسبة لي السرطان زيه زى أى مرض تاني، وعندى استعداد أسافر في أى مكان وأحضر معارض وأعمل ورش للتعليم، الحمد لله أى محنة لازم نطلع منها بمنحه من ربنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة